تابعت شريط فيديو على موقعي في التواصل الإجتماعي : تتحدث فيه فتاة فلسطينية من غزة تدعى ملاك عن تجربتها ، وإرادتها التي فيها الشيء الكثير من العبر ، فقد حصلت على منحة دراسية لإكمال دراسة الماجستير من جامعة (شيفلد) ببريطانيا ، لكنها عانت كثيرا على معبر رفح خلال محاولة خروجها من قطاع غزة المحاصر منذ نحو تسع سنوات.
وتتابع :أخيراً سمح لـ30 شخصا بالمغادرة من بين المئات ، ولم تحضر الفتاة رقم 30، وكان حظها عظيما لأنها كانت البديلة لها ، ، وأنه خلال دراستها تسلمت في أحد الأيام رساله من إدارة الجامعة ،تطلب منها أن تكون عضواً في مجلس طلبة الجامعه ، لتميزها ونشاطها في مجلس طلبة فلسطين ، وحيث كانت أمام مسؤولياتها لإمتحانات الجامعة ، ولإنتخابات مجلس الطلبه ، و لجولات متعددة في مدن أوروبية ، زارت خلالها أكثرمن 35 مدينة لشرح القضية الفلسطينية .
تقول ملاك أيضا أنها عندما عادت من جولتها بدأ العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة ، وفقدت 64 شخصا من أقاربها وجيرانها وأهلها في منطقة الشجاعية في غزة ،ورغم إنهمار القذائف وإزدياد عدد الشهداء وإتساع رقعة الدمار، كان والدها يشجعها على الدراسه .
عندما تمت الإنتخابات لمجلس الطلبة ، ورغم الإحباطات التي تعرضت لها كونها فتاة ، ورغم ضغط اللوبي الصهيوني و إتهامها بالإرهاب ، حصلت على 3734 صوتا وهذا الرقم لم يحصل عليه مرشح منذ 100 عام في جامعة (شيفلد).
وزد على ذلك أنها نجحت في الحصول على شهادة الماجستير بدرجة إمتياز، وإختيرت طالبة العام على مستوى بريطانيا ،ونجحت مع زملاء لها بإقناع مجلس الطلبة في بريطانيا الذي يمثل أكثر من سبعة ملايين طالبا بمقاطعة اسرائيل ،وهو القرار الذي إتخذ للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا .
العبرة من هذه التجربة هي أن الإرادة تصنع المستحيل ، مع أنه بنظر الآخرين لن يحصل ،وأن القضية الفلسطينية وصراعنا مع عدونا ليست مسؤولية أمه اسلامية أو أمه عربية أو قيادات فلسطينية أو منظمات ومؤسسات فقط ،وإنما هي مسؤولية كل إنسان لديه إراده وقدرة حسب طاقته ،وما ملاك بنت الشجاعية في غزة إلاّ نموذجا لذلك .