بين مرج وهرج ؛ تصفيق وتقليد تعالت الأصوات بين وطني وغير وطني من أجل الدفاع عن قضايا الوطن وبين مهرج ومموج ؛ صادق وحاقد تاهت الكلمات في الوصول الى المفهوم الحقيقي للوطنية أو لتحديد المقياس الدقيق للوطنية وبين وطني بامتياز ووطني متوسط انتقالاً الى وطني محايد وصولاً الى وطني ضعيف وغير وطني بات الاعلام بشقيه الايجابي والسلبي أداة من أدوات الوطنية الحقيقية أو التقليدية !!
في خضم معمعة العواطف الجياشة والأفكار الهدامة ؛ الأقلام المأجورة والقيم المفقودة بات الظهور الشعبي مطلباً والوطنية وسيلة ، وبين فضائية موتورة ومحطة مرفوضة ومجموعة مدفوعة باتت معادلة الوطنية مشوهة المعالم ضعيفة الرؤيا ساهم في تشويهها وضعفها اعلام مرتجف ينتابه الخوف تارة والتردد تارة أخرى ، ينظر بعين السارق لا القارئ ، تنقصه الحرفية وتختفي بين سطوره الموضوعية !
صراخ هنا ونداء هناك ؛ سماعات وميكروفونات ، برامج اعلامية وبرامج هوائية ، وفي غياب واضح للمضمون وانسياق مقصود للقانون بات المواطن في حيرة من أمره في تحديد الوطني الصادق ، الوطني الذي يبحث عن مصلحة عامة لا المصلحة الخاصة ، الوطني الذي يرى في الوطن اسمى غاية لتعظيم انجازات الوطن لا أكبر غابة لهدم مقدرات الوطن !!
أخيرا وليس اخراً ولأن المعلم الأول للبشرية قادنا الى أجمل الحديث فكانت وطنيته صادقة لا مارقة ، ولان حديثا يشير الى أن الشديد ليس بالصرعه، انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، ولان الوطني الصادق هو من يعمل بهدوء يحكم وطنيته الايمان العميق ، النظر الدقيق ، لا تهمه الفضائيات وكثرت الاحصائيات بل تجذبه الانجازات والاخلاقيات ، تحركه الابجديات السلوكية والقواعد الانضباطية ، عندها ننتقل في مفهونا الوطني الى مواطن الوطن لا مواطن الشخص ، عندها تصبح أحزابنا ووزاراتنا ، مؤسساتنا ونوابنا كلها في سبيل الوطن.