إن المتابع لكثير من الوسائل الاعلامية المحلية بغض النظر عن طبيعتها الورقية او الفضائية او المواقع الالكترونية الاخبارية ، يستغرب من تهافت بعض هذه الوسائل على الاخبار والعمل على نشرها دون التاكد من مدى صحة او موثوقية مصدر الخبر او المعلومة ، وذلك من اجل البيان للقارىء من متابعة الخبر والحصول على السبق الصحفي في النشر لتحقيق الريادة والسبق عن باقي الوسائل الاعلامية الاخرى المشابة لها او المختلفة عنها .

ولهذا فان على الوسائل الاعلامية من خلال رؤوساء التحرير ان تسعى جاهدة الى تمحيص وتحليل الاخبار التي تاتي اليها من كافة المصادر الاخبارية ، ويلاحظ بان كثير من الوسائل الاعلامية المحلية اصبحت تعتمد ونقل الاخبار التي فيها الاثارة والتي تشوه صورة الوطن والمواطن والمرتبطة بالجريمة او سلوك الشباب والخلافات الاسرية والاجتماعية وذات العلاقة بالعنف ، حتى ان بعض مما تتناقله الاخبار اصبح يؤثر على صورة الاردن بالخارج ، بالاضافة الى التاثير على السياحة المحلية او التعليم العالي ، مما يوثر بالتالي على روافد الاقتصاد الوطني .

وللاسف أن بعض الوسائل الاعلامية اصبحت تعتمد من خلال السبق الصحفي الحصول على الخبر والإنفراد به حتى يشكل السبق الصحفي للمؤسسة الإعلامية ، علماً بان ليس كل خبر يشكل سبقاً صحفياً خاصة في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعنى بالشان العام ، وفي الحقيقة إن الغاية الأولى من هذه الوسائل الاعلامية هي جمع الأخبار التي تمس الصالح العام، والخبر هو الحجر الأساسي في بناءالوسيلة الاعلامية، ومصادر الخبر متعددة منها الداخلي، حيث يعتمد على مندوبي الوسيلة الاعلامية في جمع هذه الأخبار وتزويدها بها ، ومنها المصادر الخارجية، حيث تعتبر وكالات الأنباء العالمية مصدراً رئيسياً لجمع الأخبار الخارجية بالإضافة للمراسلين الخاصين بالصحيفة في الخارج. فالخبر الصحفي يعتبر العمود الفقري لكافة الوسائل الإعلامية لأنه يحمل في ثناياه الجديد والمتجدد من الوقائع وينقل توضيح وتفسير وتفاصيل الأحداث.

ولذا فان على الوسيلة الاعلامية ان تسعى الى تحقيق الغاية التي من أجلها أجاز المشرع لها نشر الاخبار والمعلومات وهي خدمة المصلحة العامة وعدم الاساءة الى صورة الوطن والمواطن محلياً او اقليمياً او عالمياً ، وذلك من خلال كشف الأمور التي تهم المجتمع، وبالتالي فانه اذا كان الهدف من هذه الاخبار هو التشهير أو الانتقام أو التهكم أو السخرية ان تتحمل مسؤولية ما تنشره من اخبار ومعلومات غير سليمة وصحيحة ، وان يتم تطبيق القانون على كل من لا يستخدم هذه الوسيلة الاعلامية بالشكل المناسب متذرعاً بحجة الحصول على السبق الصحفي في نقل الاخبار والملعومات .
bsakarneh@yahoo.com