عدوٌّ واحد و جبهة مقاومة واحدة
النائب حسن عجاج
31-01-2015 09:51 PM
لم يطل بنا الترقب والانتظار للرد على جريمة القنيطرة التي ارتكبها العدو في 18/1/2015 ، واستشهد من جرائها ستة كوادر جهادية من حزب الله وأحد الجنرالات من الحرس الثوري . جاء الرد في 28/1/2015 بعملية نوعية في قلب مزارع شبعا المحتلة ، اعترف بها العدو ، ولكنه لم يصرح بالخسارة الكبيرة التي ألحقت بقواته .
حدثت العملية برغم تقديرات الاستخبارات الصهيونية بأن حزب الله لن يقدم على مواجهة مباشرة مع"اسرائيل" لأنه متورط بحرب في سوريا، ويواجه تنظيمات متطرفة إرهابية في لبنان.
لكن حزب الله رأى في عملية القنيطرة تحدياً له ، وهو ملتزم بالرد كي لا يعتبر ضعيفاً في نظر جمهوره.
أعلن سماحة السيد حسن نصر الله بخطاب الاحتفال بشهداء القنيطرة الذي ألقاه في 30/1/2015 رؤية الحزب المستقبلية في المواجهة مع العدو الصهيوني حيث أعلن أن المقاومة في قمة الجاهزية للرد على أيّ عدوان في أيّ مكان وفي أيّ زمان ، وخاطب العدو باللغة التي يفهمها وأعلن أنه غير معني بأي قواعد اشتباك ، ولا يعترف بتعدد الجبهات ، و الميادين ، فالجبهة واحدة مقابل عدو واحد.
لم يكن رد الفعل لدى العدو كما كان يصرح به نتنياهو رئيس وزرائه من تهديد و وعيد فقد تراجعت التهديدات الصاعقة، وفضل استيعاب الضربة النوعية وبلعها، واعلن أنه يحتفظ بالرد في الوقت المناسب !!. وفُسّر هذا التراجع للظروف الداخلية حيث يتم التحضير لإجراء الانتخابات ، وللمواقف الدولية والأمريكية التي وصفت عملية حزب الله بأنها خطيرة ، ولكنها لا تستدعي حرباً !! ولكن إذا وقعت الحرب فلن تكون لصالح العدو بل لصالح المقاومة.
لقد أدت هذه العملية النوعية إلى خرق قواعد العمليات العسكرية بالتوقيت والتخطيط والجرأة . وأكدت على محافظة المقاومة على استراتيجية ردع العدو. ووضعت مستقبل نتنياهو في المجهول!!.
وكان من ردود الأفعال السريعة المؤيدة من كافة أطراف المقاومة الفلسطينية والعربية أن بدأت تظهر ملامح تشكل جبهة مقاومة واحدة تمتد من طهران حتى غزة.
لقد فتحت المواجهة ، ولكنها ستأخذ فترة هدوء بعد عملية شبعا ، إلا أنها مرحلة استعداد وتهيؤ ، فلا نريد أن نسمع من أي طرف من أطراف المقاومة إذا وقع عدوان من العدو مقولة :"نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان الذي نختاره ". بل يجب أن يكون الرد مباشراً وفورياً.
يعتبر حزب الله ظاهرة سياسية دينية يتجاوز بحضوره ونفوذه لبنان الذي نشأ وتأسس على أرضه ، ليصبح فاعلاً كبيراً في صياغة الوضع الإقليمي ، وشريكاً أساسياً في تحديد حاضر ومستقبل دول المنطقة.
سيبقى حزب الله برغم المواقف المتباينة من أيديولوجيته المذهبية ظاهرة سياسية مميزة، وأملاً يتطلع إليه المخلصون المؤمنون بالصراع المصيري مع العدو الصهيوني . وسيظل بعقيدته الجهادية الصادقة نقطة مضيئة في سماءٍ واسع معتم ، برغم تفشي المرض المذهبي في المنطقة العربية، بعد نجاح المشروع الأمريكي الصهيوني في زرع بذوره.
المجد للمقاومة . والخلود للشهداء
1/2/2015
النائب
حسن عجاج عبيدات