حتى متى ستبقى عصافيرالعراق كبار وهم في اوائل العمر يمضون ، لا يعرفون طعم الطفولة، ينامون ولا يعرفون هل الليل اتى ام هو امتداد النهار عاد.من يفكر بهم؟ كيف يقضون اوقاتهم في مخيمات اللجوء ، في الكنائس او في علب السردين تلك التي تسمى شقق الايجار.
وباقي اطفال الحياة في عالم الرخاء يستنشقون نسائم الزهر عند الصباح في دفيء البيت الاسري .
ايها الشرفاء الجالسون على ضفاف الموت الدامي هذا، من يمد يد العون؟ لينتشل عصفورا صغيرا اختل فيه الجناح ،بحكم الرياح العاتيات وسقط في ارض الجوار هارب من بنادق الصيد التي تحصد الارواح والايادي ذات المناشير التي تقطع الاشجار ولا من يصغي منهم لاية في الانجيل او في القران ولا من سمع صوت عاقل راشد.
او قرأ ما كتب من وصايا أبي بكر لأمراء الجُند اذ قال: "لا تقتلوا امرأةً، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هَرمًا، ولا تقطعوا شجَرًا مُثمرًا، ولا تُخرِّبُنَّ عامرًا، ولا تَعقرنَّ شاةً ولا بعيرًا إلاَّ لمأكلة، ولا تُغرقُنَّ نخلًا ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبُن" اين هم من علم كل اولياء الله الصالحين.
اختم مناجيا من تبقى من بقايا ضمير عربي مصاب بأمراض الشيخوخة وعطب الذاكرة:
يا عرب ان لم نكن معا سنموت واحدة تلو الاخرى ونردد مقولة القصة الشهيرة اكلت يوم اكل الثور الابيض.