يا فقراء العالم تعاضدوا !
مثقال عيسى مقطش
31-01-2015 04:19 AM
قالت منظمة أوكسفام الخيرية لمكافحة الفقر إن أكثر من نصف ثروات العالم ستصبح حكرا على واحد في المئة فقط من السكان عام 2016 ، وان ثروة أغنى 80 فردا في العالم تعادل ما يملكه النصف الأفقر من اجمالي سكان العالم !
تجاوز عدد فقراء العالم حسب الاحصائيات التي اعلنتها منظمة " الفاو " المليار وربع المليارشخص . وقبل خمسة اعوام ، اعلن البنك الدولي ، عن بيع النسبة الاكبر من موجوداته ، من المعدن النادر " الذهب " في سبيل تعظيم مساعداته ، للدول الاكثر فقرا وتأثرا بازمة المال العالمية !
فماذا تبقى امام هذه الشعوب الفقيرة .. وماذا يمكن لها ان تعمل ، حتى تخرج من عنق زجاجة الالم والجوع والحرمان .. وهل تواصل انتظارها لعقود زمنية .. ولسنوات تمتد الى ما لا نهاية .. باحثة عن مساعدات على شكل اطعمة واغذية ، محاولة سد رمقها من الجوع والعطش !؟ ام تلهث وراء دعم من منظمات دولية او انسانية ، على شكل ادوية لمعالجة امراض سببها الرئيس الفقر والجوع !؟ ام بامكانها التفكير باساليب عملية ، قوامها اعادة تقييم اوضاعها ، ومحاولة تنظيم حالها ، وبذل كل الجهود الممكنة ، واقصى المستطاع ، ضمن برنامج هادف ، لتحقيق نوع من الاعتماد على الذات ، في الحد الادنى من القدرة على السير قدما الى الامام !؟
اسئلة كثيرة مطروحة امام المنظمات العالمية .. وتحديات كبيرة شكلتها حالة هؤلاء الشعوب المغلوبة على امرها .. وارقام تناولها المحللون والباحثون ، وخلاصات بحث وتحليل ودراسات جميعها انتهت الى خلاصات اركانها ثلاثة محاور اولها : الالم والشعور الانساني تجاه هذه الشعوب .. وثانيها : زيادة الاحتقان والمناداة بزيادة المساعدات .. وثالثها : متابعة الاخبار التي تعلنها منظمة " الفاو " وهي المتخصصة بشؤون الاغذية والزراعة عالميا ! وتتواصل منظومة الاعلام ، حول الاحصائيات المتعلقة بهؤلاء الفقراء ، وتزايد اعدادهم ضمن متوالية عددية مؤلمة دون اعطاء حلولا جذرية لحالات مأساوية ، لا تمت بصلة الى مقومات الحياة البشرية ، ومتطلبات التوازن الاجتماعي ، والامن الغذائي والعلاجي !
اذن .. العالم امام مشكلة قوامها الانسان والحد الادنى لمقومات انسانيته .. وان طرح الاسئلة حول هذه المشكلة يزيدها تفاقما وتعقيدا .. ولكن بعض المعنيين اجتهدوا ونادوا بحلول تشكل الخطوة الاولى عبر مسيرة طويلة باتجاه الهدف ، وتتمحور هذه الحلول حول محور اساسي هو
قيام الدول المانحة بتأهيل دول هذه الشعوب ، وتعليمها كيف يمكنها تشكيل التكتلات الاقتصادية الهادفة نحو التكامل الاقتصادي ، ضمن الموارد المتاحة ، بهدف تعظيم الانتاج .. وتحقيق التسارع في الاعتماد على الذات .. تحت شعار " يا فقراء العالم تعاضدوا" !