مخاطر خطاب الكراهية في وسائل الاعلام
عبد المجيد ابو خالد
31-01-2015 12:53 AM
قبل ايام شاركت في ورشة عمل صحفية بعنوان( خطاب الكراهية في وسائل الاعلام) نظمها مركز امداد للاعلام حيث استقطب عنوان الورشة التي استمرت يومين وهي الاولى التي تنظم في المملكة اهمية كبيرة لدى المشاركين لما لخطاب الكراهية من اثر سلبي كبير على المجتمعات والدول في آن واحد وهذا ما نشاهده ونسمعه في عدد من وسائل الاعلام التي تنتشر عبر القنوات التلفزيونية في العديد من دول المنطقة والتي تحرض على الطائفية الدينية والاقليمية والاتنية ما جعل هذه الدول تشتعل حروبا وقتالا بين ابناء الوطن الواحد خدمة لاعداء الامة كما هو الحال في العراق وسوريا وليبيا واليمن والحبل على الجرار.
فاذا ما كان خطاب الكراهية في وسائل الاعلام غير موجود في بلدنا الاردن والحمد لله وليس مسموحا له ان يكون او بان يطل برأسه الكريه على ديارنا من خلال اي وسيلة اعلامية فان ما يندى له الجبين ما نسمعه ونشاهد اثره المدمر في بعض الدول العربية التي هي دول شقيقة يؤلمنا ما تتعرض له, وهذا يستدعي تضافر جميع وسائل الاعلام الحكومية والخاصة وجميع الصحفيين والاعلامين في الاردن العزيز ليكونوا سدا منيعا في مواجهة اي تطرف في الخطاب الاعلامي او الكراهيه وان هذا لا يتنافى اطلاقا مع حرية الصحافة ومع ابداء الرأي او الفكر لان الصحفي والاعلامي يجب ان يكون واعيا تماما لمجريات الاحداث لما يخدم وطنه وشعبه وهذا لا يعني على الاطلاق سن القوانين التي تحد من عمل الصحفي او الكاتب او صاحب الفكر وهنا لا بد من الاشارة الى ان اول تعديل جرى على دستور الولايات المتحده الامريكيه كان باضافة بند يحظر على الكونغرس الامريكي بشقيه النواب والشيوخ سن اي قانون يضبط العمل الصحفي.
لقد استطاع وزير الاعلام الاسبق الدكتور نبيل الشريف الذي يشرف على مركز امداد للاعلام ان يطرح عنوان خطاب الكراهية في وسائل الاعلام من خلال امثلة وشواهد من بعض وسائل الاعلام في عدد من الدول العربية والعالمية بما يخدم الوعي الواجب ان يتحلى به الصحفي والاعلامي خدمة للوطن ودرءا للمخاطر حيث اخذ المشاركون على عاتقهم في توصياتهم بضرورة اقامة مركز لرصد المخالفات التي قد تصدر بسبب خطاب الكراهية في اي نوع من انواع وسائل الاعلام المتعددة لان خطاب الكراهية ليس محصورا بين الصحفيين والاعلاميين فقط بل يشمل ايضا المنابر الثقافية والتربوية والدينية لان التأثير الديني له تبعاته الكبيره سواء كان ايجابيا او سلبيا , وان خطاب الكراهية اقوى واشد ضرراً من الرصاصة القاتلة لان التحريض على الجماعات او الافراد بسبب الرأي او الموقف او بسبب التباين الطائفي او الديني هو عمل مرفوض على الاطلاق وان خطاب الكراهيه قد يدخل في بعض الاحيان في الشائعات المسيئة وتكون في غالب الاحيان غير بريئة بل خدمة لمصالح واجندات خارجية تخدم مصالح اعداء الوطن.
علينا ان نحصن انفسنا ومجتمعنا كصحفيين واعلاميين وصانعي القرار من الامراض التي قد تصيبنا عدواها لا سمح الله اذ لم نكن حريصين.. وعلينا ان نحمي بلدنا وشعبنا وامتنا ونعزز القوة الكامنة الخيرة في هذا البلد الحبيب.