facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الافلام الهندية


29-01-2015 04:18 PM

كنا ونحن صغار نقبل على السينما كلما اتيحت لنا الفرصة أو توافرت لنا بضعة قروش لندفع ثمن التذكرة التي كانت في حدود العشرة قروش.. وكان ذلك في الاوقات والمواسم التي نكون قد جئنا الى عمان من بلداتنا البعيدة في عطلة منتصف العام او في نهاية العطلة الصيفية بعد ان نكون قد فرغنا من تنفيض البيادر ووقفنا على الحد الفاصل بين نهاية القيض وبداية الخريف وقبيل بداية العام الدراسي.

لم يكن الحرص على حضور السينما مدفوعا برغبة في تنمية ثقافتنا ولا متابعة اعمال المنتجين والنجوم.. بل كنا نتوق الى معرفة اشياء من مصادر غير التي يصفها لنا الكبار من الاولياء والاوصياء والمخالطين..

في عمان كانت عشرات الدور تنتشر في كل زوايا ودخلات الشوارع الرئيسة في وسط المدينة القديم.. كانت زهران وبسمان ورغدان وفلسطين والخيام والرينبو والاردن...

وفي الدخلات غير الظاهرة كثيرا كانت دور السينما التي تقدم افلاماً فيها درجة من الجرأة غير التي تقدمها الدور الظاهرة على نواصي الشوارع الرئيسة..

في تلك الايام كنا نطوف كل الدور لاننا ندخل في منافسة مع الاقران حول من منا حضر افلاما اكثر ومن منا يستذكر اللقطات التي يحاول البعض منا ان يشير اليها في باب الاستعراض ...

الافلام المصرية كانت تقدم القصص والروايات للروائع الادبية التي انتجها السباعي وعبدالقدوس والحكيم ومحفوظ وغيرهم من الكتاب المصريين.. يومها كانت النجمات الاجمل يظهرن على الشاشات الضخمة بهالة يصعب ان نفقد تأثير وهجها لايام وربما لشهور...

على شاشات فلسطين "السينما " عرفنا فاتن حمامة وامينة رزق وهند رستم وهدى سلطان وصباح.. واحببنا عبدالحليم وشادية واصواتهما التي بقيت معنا حتى اليوم.. اظن ان فريد الاطرش خلق لاغانيه قصصا تخيلناها كل مرة نسمع فيها صوته الذي ارتبط بالعشق فاصبحنا لا نفصل بين الصوت واللحن وتأوهات هند رستم.. او اي من النجمات اللواتي شاركنه مساحة الشاشة العملاقة....

الافلام العربية في تلك الايام كانت بسيطة المبنى والمعنى فالشاب الانيق يقع في حب الفتاة الجميلة.. ويعترض طريق حبهما العوازل والغيورون .. يعدون النكايات لكي يجهضوا الحب.. ينجحون لبعض الوقت.. فيكتشف احدهما او كليهما ما دبره العزّال فيعدان خطة محكمة لفضح ما قام به المبغضون فتتوطد العلاقة ويزهر الحب ويتزوجان..

في افلام قليلة يكون الفقر او الاعباء التي يتحملها العاشق او العاشقة سببا في ألا يلتئم العشق الى ان يكتشف البطل صدفة انها تعيل اسرتها فينظم اليها وينتصر الحب على كل العقبات والظروف.. وتسود قيم التفاهم والتعاون والانسانية المشهد لتضع اطارا اخلاقيا للحب.

الافلام الفرنسية والاوروبية الاخرى التي كانت تأتي في حقائب المهربين وتعرض في الدور البعيدة عن زوايا واركان الشوارع يرتادها المراهقون ليكون لهم اول الاطلالات على عالم الكبار وما فيه من اثارة ومتعة مؤجلة وممنوعة عن المراهقين.. في العروض الاخيرة وايام الشتاء.. وعندما تخف الرقابة او تتواطأ مع اصحاب الصالات يكون العرض ساخنا سخونة اواخر الليل.. ومتحديا قدرة التحمل لعشرات الشباب الذين اشغلوا نصف مقاعد الصالة الباردة.

على الجانب الآخر كانت السينما الهندية وافلامها حاضرة في المكان بشكل لافت.. فقد كانت الاعلانات التي تحوي لقطات من لقاء ابطالها تنتشر في كل شوارع المدينة وزواياها.. على طول الشارع الممتد من طلعة المصدار وحتى المدرج الروماني واعمدة الساحة التاريخية.. كانت البوسترات والملصقات في كل مكان.. التذاكر رخيصة الثمن والاغراء لغير المتحمسين ان كل فلمين بتذكرة واحدة..

حضور الفلم الهندي يحتاج الى مزاج خاص والى تركيز اكثر لتتمكن من تفكيك العلاقات المتشابكة.. فالشاب الوسيم ذو الشعر الاسود الفاحم الكثيف الذي قص شاربيه بعناية فائقة يراقص الفتاة السمراء الجميلة، التي تتحرك بخفة اقرب ما تكون لحركات السحرة، او اضواء المسارح؛ فتختفي لتعود وترتمي في احضانه ويميل عليها بخفة دون ان يلامس مفاتنها..

في القصة التي غالبا ما يظهر فيها القطار والبقرة والاشجار المتناثرة وشعاع الشمس الساطع.. تظهر العفة ويقف البطل على مسافة بعيدة من غرائزه.. والبطلة التي تمزج البكاء بالرقص، والغناء بالجريان والدوران والبحث.. تارة تخفي اقراط انفها بمنديلها الارجواني وتارة تستدير استدارة محتشمة تغريك خفتها اكثر من مفاتنها.

بالرغم من الاف الافلام الهندية.. وجمال الطبيعة وسحر الممثلات التي لم نرَ سيقان اي منهن.. فقد كان الفيلم درسا في العفاف والرومانسية وضبط الغرائز.. أكثر مما كان محرضا لها.. في الافلام الهندية كانت العروض جميلة ومثيرة وفاتنة الا ان النهايات كانت رديئة وغير مقنعة.. فغالبا ما كان المنتج يتحايل على الجمهور الذي هيجته مناظر الرقص وتماس اجساد البطلين دون تجاوز شروط العشق الممنوع... ليعلن في المشهد الاخير ان البطل كان شقيقا للبطلة.. فيخرج النظارة وهم محبطون من الخديعة التي تلقوها ومفلسفين اجتهاد المخرج على انه ابداع في غير مكانه.

في هذه الايام اتساءل والصور حاضرة في الذهن عن اذا ما فكر منتجو الافلام العربية في انتاج اعمال على الطريقة الهندية حيث يكون البطل في النهاية شقيقا للبطلة وتصبح كل المشاهد الاخرى في باب الخديعة التي ترينا عرضا جميلا ويقف بنا عند نقطة لا تسمح علاقات الابطال بتجاوزها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :