نصلي جميعا على هذا الثرى الاردني الطهور بأذن الله رجاء وإبتهالا الى الله سبحانه وتعالى لأن تنتهي الغمة ويعود الطيار معاذ الكساسبة الى بلده واسرته سالما ، فالساعات صعبة والازمة مرهقة والتهديد خطير لا شك في هذا ابدا ، ومع الصلاة والرجاء نقف بأحترام وتقدير كاملين امام الجهود المخلصة التي تبذلها الاجهزة المختصة أملا في نهاية سعيدة لهذا الملف المقلق ، ولا نشك ابدا في تفاني الجميع مدنيا وعسكريا وامنيا وبمتابعة حثيثة من لدن جلالة الملك ضمانا لانتهاء الازمة وعودة طيارنا سالما بتوفيق من الله جلت قدرته .
هذا هو قدرنا في هذا البلد الصابر المصابر ، ليس منذ اليوم وإنما منذ زمن طويل ، فنحن ندفع دوما فواتير غيرنا ، في وقت يستحق فيه بلدنا من أمته كافة وسواها ما هو أفضل وأكرم ، وهذا الشعب المكافح ومن شتى الاطياف ما كان يوما ألا لأمته ومعها دفاعا عن عروبتها وحقوقها وعقيدتها ، وليس في تاريخه لوثة يستحي منها ، وإنما مواقف مشرفة جديرة بالتقدير والاحترام والاشاده ، ومع ذلك واجهنا الكثير من الظلم والعنت وما قابلنا الإساءة إلا بأحسن منها ، ولا عرفنا للحقد والانتقام سبيلا ، وكنا وما زلنا الملاذ لاهلنا ولكل الباحثين عن الامن والحياة الفضلى ولو على حساب قوت يومنا ، برغم ضيق ذات اليد وندرة المورد والامكانات ، وقطعا فإن الله منصفنا لا محاله .
ليس عدلا ان يتصدى بلدنا لأيواء ملايين اللاجئين من اشقائنا العرب الفارين بارواحهم واعراضهم ويسهر على توفير المأوى الكريم لهم من قوت عياله ، بينما تنشغل دولتنا ونحن جميعا معها في الوقت ذاته بتهديد خطير لحياة شاب اردني رهينة لدى عرب ومسلمين آخرين ، ألا تشفع له تضحياتنا الكبيرة من اجل الامة وقضاياها على مر الايام ودونما منة او حتى شكوى او تذمر .
بصراحة لا رياء فيها ، هذه الازمة تستفز مشاعرنا جميعا للالتفاف حول الاردن وملك الاردن ومصالح الاردن وحكومة الاردن وجيش الاردن ومؤسسات الاردن الامنية جميعا ، فليس لنا بعد الله العلي القدير غير بلدنا ، إن تمسكنا به وبمؤسساته وبقيادته وأخلصنا الوفاء ، نجونا بعون الله ، فهذا زمان عربي وأقليمي صعب مختلط ملتبس عنوانه الفوضى والمخاطر والتحديات ، ولا عذر لاي منا في النكوص عن الواجب المقدس نحو الوطن بكل تجلياته .
نسأل العزيز الكريم سبحانه نهاية سارة لأزمة طيارنا الغالي معاذ الكساسبه ، نهاية تكفل عودته سالما لاهله ولوطنه المشحون بالقلق المزعج لغيابه ، ونبتهل اليه تعالى ان يوحد صفنا وكلمتنا بعيدا عن الإشاعات الهدامة والمواقف الخارجة عن الصواب ، وان يكتب لمؤسساتنا المخلصة النجاح والتوفيق في إدارة الأزمة وتحقيق المراد بإذنه جل وعلا ، وهو من وراء القصد .