الطيار الكساسبة ابننا جميعا
د.بكر خازر المجالي
28-01-2015 03:57 PM
عمون - كتب الدكتور بكر خازر المجالي - لماذا لا نجرؤ على ذكر الحقائق المتعلقة بأزمة أسر الطيار الكساسبة، ونتجنب تناول الموضوع بعقلانية وذهنية صافية ونوايا صادقة ؟؟.
اسمحوا لي أن ابدأ هكذا مع حقيقة ثابتة هي أن معاذ الكساسبة ابننا واخونا جميعا، وأن أزمته هي ازمة كل اردني وموضع اهتمام كل الاردنيين من جلالة الملك الى الحكومة وقيادة الجيش الى الجميع.
لماذا يرغب البعض ان يجعل من هذه الازمة ان يتولد عنها ازمات داخلية لاحراج القيادة الاردنية واستغلال الموقف لتنفيذ اجندات الناقمين والمتربصين في هذا الوطن ؟
لماذا نتردد كثيرا في تناول الموضوع بصراحة وسط حقيقة ان طرفنا المعتدي هو ليس دولة او نظام وليس له سفراء او ممثلون في أي مكان في العالم للتفاوض معهم، ولا يمكن أبدا التكهن بأي تصرف يتخذونه، ولا يخفى أن في داخل داعش خلافات مستعصية واتجاهات متباينة هذه قد تنعكس على مجمل الازمة في اية لحظة .
لماذا نريد خلق توتر داخلي واحداث اضطرابات باستغلال عواطف الناس التي هي جميعها قلبا وقالبا مع أم معاذ وابو معاذ وزوجة معاذ واشقائه وشقيقاته قبل اي انسان اخر؟
لماذا لا ندرك أن هناك واجبات دولية واستحقاقات لا يتردد الاردن عن الوفاء بها حتى يكون جزءا فاعلا في المجتمع الدولي ويكون له المركز المميز في مكافحة الارهاب والتطرف ولمنع هذا الارهاب من الوصول الينا، وإلا فسيكون ابناؤنا وبناتنا هم الاسرى مستقبلا والرهائن والسبايا ؟
لماذا لا ندرك ان هدف داعش الاستراتيجي هو خلق بيئات صالحة للتغلغل فيها وهذه البيئات يجب ان يسودها الفوضى وضعف السيطرة على الحدود واختلاف الشعب في تلك الدولة ووجود عداء بين افراده وقبائله وخلق شرخ بين قيادته ومكونات مجتمعه ، وهذا ما تريده داعش من تحقيقه الان باستغلال ازمة ابننا الاسير الصامد بعون الله معاذ لخلق فتنة او مجموعة فتن داخلية في الاردن ينجم عنها مشكلات واصطدامات وستفرح داعش كل يوم لمظاهرات واستفزازات وتفريغ شحنات الانتقام والحقد والكراهية واستغلال اي قرار حكومي للتنديد به ، فيصنعون من ازمة الاسير ازمات اخرى طالما وحسب اعتقادهم ان السوق مفتوحة والمبررات موجودة والحالة النفسية العامة مهيأة للصيد القذر فيها.
والحذر من المزايدين والانتهازيين الذين لديهم الاستعداد للمتاجرة بعواطف الناس دون حساب.
لماذا لا نستمع الى اجراءات القيادة بشكل عام وحقيقة ان الامر يتطلب السرية والحذر، ولكن نرى ان كل من هو في الشارع يصنع من نفسه مفاوضا ووصيا ويبرع في ايجاد الحلول والاجتهادات ويصنع النظريات كيفما اتفق ..
لماذا لا ننتبه الى هدف داعش من ربط الاسير الياباني بساجدة الريشاوي وتجاهل ذكر ابننا العزيز ، اليس الهدف هو خلق ازمة وفتنة وتوصيل رسالة مخادعة هي على طريق الابتزاز لاخضاع الاردن واختباره وليكون جاهزا لسلسلة من المطالب التالية لاذلال هذا الوطن ،وطن الشهداء والرجال الاوفياء ووطن الشهامة والرجولة ..
وكلمة اخيرة ان بعض مظاهر التظاهر والعبارات والشعارات والاستفزاز الداخلي تجعلنا نشعر ان ابننا الاسير معاذ فك الله اسره واعاده سالما كأنه محجوز ورهينة داخل الدوار الرابع او لدى جهات رسمية في الاردن
ولكن لندرك ما معنى حالة الفوضى والغوغائية في ظل النظام والقانون وهذا هو عدو داعش ومن نادى وتشيع لهم ..