عمون - يسيطر عنوان "حماية الأردن" على تفكير جلالة الملك عبدالله الثاني، وإبقاء ناسه في أحسن حال.
يعرف الملك جيداً ما يقلق الأردنيين، وما يثقل كاهلهم، دون أن يترك جلالته نظرته التفاؤلية لهذا الوطن، الذي يعتبره أقوى من كل التحديات وقادراً على هزيمتها.
الملك أسهب وفتح الملفات كافة خلال لقائه رؤساء تحرير صحف محلية في قصر "الحسينية" الأحد على مائدة غداء حضرها رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور جعفر حسان ومدير الاعلام والاتصال خالد دلال ومدير الشؤون السياسية منار الدباس.
يأتيك الملك العائد للتو من رحلة طويلة وإن كان مرهقا من سفر قضّاه في دافوس والسعودية بين جهد توضيح السبل الانجع لمكافحة الارهاب في المحافل الدولية وواجب الوقوف الى جانب الاشقاء في المملكة العربية السعودية الذين فقدوا زعيما عربيا واسلاميا "جريئا، كلمته واحدة وموقفه واضح ونقاء سريرته لا مثيل لها" حسبما وصفه الملك أمس.
تحدث الملك عن رحلته الاخيرة بإسهاب وبدا متفائلاً بالقيادة الجديدة للمملكة الشقيقة التي وصف افرادها بـ "الاصدقاء الحقيقيين" الذين يقدرون الأخوة ورابط الدين والدم والمصلحة المشتركة، مثنيا بذات اللحظة على عمق المحبة وان الهم الاردني السعودي واحد وعرض ما بذلته القيادتان من جهود لتوحيد كلمة الامة.
وتحدث جلالته مطولا عن الدور السعودي ومجلس التعاون الخليجي وخاصة الشقيقة الامارات العربية المتحدة في الوقوف معا من اجل مكافحة الارهاب وحماية الشباب المسلم من التضليل الذي تعمل على نشره تنظيمات الفكر المتطرف وايجاد آلية موحدة تضمن سلامة الامة، اضافة الى تقدير الموقف الاردني وتحمله لعبء اللاجئين والحرب ضد من يتحدثون باسم الاسلام وهم بريئون من عدله واعتداله وسلمه وسلامه.
جلالة الملك اشاد مطولا بحنكة الملك الجديد خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وولي ولي عهده ووزير الدفاع رئيس الديوان الملكي السعودي ، وماتربطه بافراد الاسرة المالكة في السعودية الشقيقة من علاقة حميمة ولفت الى ان صداقته واخوته معهم عميقة وجذورها ثابتة متمنيا لهم التوفيق في خدمة الامة العربية والاسلامية وتمنيات النجاح للجارة العزيزة على قلب كل اردني.
وفي الشأن المحلي أسهب جلالة الملك في الحديث عما يقلق الاردنيين وما يبذله من اجل سعادتهم بخاصة في المسألة الاقتصادية وكرر توجيهاته للحكومة ان تبقى على تواصل مع المواطنين وتخفف عنهم خاصة في مجال مكافحة الفقر والبطالة وضرورة التواصل الميداني وتلمس هموم المواطن ومعالجتها.
ولفت جلالة الملك ان همّه الاساسي تأمين حياة افضل لابناء وبنات شعبه والى ان مساعدات اللاجئين اقل من واقع الاعباء التي نواجهها في الاردن.
وقال جلالته ان دور الاردن اكبر من حدوده ومساحته ، مشيرا الى ان الاردن يقوم بدور في الاقليم لمواجهة التحديات ما يتطلب ان تستمر اولويتنا حماية جبهتنا الداخلية ضد كل الاخطار.
وافرد جلالته مساحة من وقته للحديث عما وصفه بـ «الجهد المستمر لمتابعة قضية ابننا ابن القوات المسلحة الباسلة الطيار معاذ الكساسبة».
ويرى جلالة الملك ردا على سؤال تعلق بالعلاقة بين الحكومة والنواب ضرورة العمل معا من اجل الاردن وشعبه مادام النواب راضين عن اداء الحكومة والناخبون راضون عن مجلسهم.
وتمنى على الحكومة ومجلس النواب العمل بروح الفريق الواحد من انجاز القوانين الاصلاحية وبخاصة البلديات والاحزاب و اللامركزية والانتخاب والعمل بهمة عالية من اجل الاردن ومستقبل ابنائه وبناته.
وحول السبل الانجع لمحاربة الارهاب والتطرف يرى جلالة الملك انه لابد من خطط على مدى قصير تكون عسكرية ، ومتوسط تكون امنية ، وطويلة الامد تكون ايدولوجية.. وراى جلالته اننا نعيش حربا عالمية ثالثة من نوع آخر ستأخذ جيلاً من الوقت للانتصار بها بما يخدم الاسلام والمسلمين.
ونوه جلالته الى ان مشاركة الاردن في مظاهرة باريس جاءت وقوفا مع ستة ملايين مسلم في فرنسا وحماية لمصالحهم.
واثنى الملك على علاقة الاردن بالعشائر في العراق وسوريا وتعاونهم من اجل مكافحة الارهاب والتطرف.. واكد دور الاردن في حماية المسلمين والعرب في كل مكان والعلاقة المبنية على المسؤولية التاريخية للهاشميين تجاه الامة.
واعاد جلالته الى الاذهان موقف الاردن من الازمة السورية وان لا حل عسكريا لها وانه بالحوار وحده تنهتي الازمات.
وقال ان الاردن حريص على سلامة اليمن وليبيا ووحدتهما وعلى وحدة شعوب الامة العربية والاسلامية.
واكد موقف الاردن الواضح الملتزم حيال القضية الفلسطينية ودعمه لها وان اتصالاته لم تنقطع خدمة للاهل غربي النهر ولسلطتهم الوطنية.
وبدا واضحا من كلام الملك العلاقة الحميمية مع الشقيق العراقي والاتصال الدائم مع قيادته وحكومته التي اكد حرصها الشديد على تنمية العلاقات الاخوية والتعاون في المجالات كافة.
للملك جملة ملاحظات على الاداء العام لمؤسسات الدولة إذ يرى انه لابد من التنسيق ورفع سوية العلاقة بين جميع الدوائر لحماية المنجز والبناء عليه لافتا الى دور المؤسسات الاعلامية في ايضاح الحقيقة امام المواطنين والقيام بدور ايجابي خدمة للقضايا الوطنية وابناء وبنات الاردن.
عن الراي.