الايطاليون يستعدون للاحتفال بذكرى الوحدة .. عقبال العرب .. !
عودة عودة
26-01-2015 05:13 AM
في هذه الايام يستعد الايطاليون للاحتفال بالذكرى 155 لوحدة الأرض والإنسان.. هذه الوحدة الايطالية قامت على الرغم من وجود اعراق وقبائل وطوائف كثيرة في هذا البلد المتوسطي الجميل الذي كنا نحن العرب في جنوبه ذات يوم وكان هو في مؤتة واليرموك ومصر والشام والمغرب كله ذات يوم ايضاً .كما ان هناك فروقاً ظاهرة وكبيرة بين الشمال والجنوب الايطالي سواء في السحنة والطباع والسلوك وكذلك التضاريس الطبيعية والطقس والمناخ واكثر من الفروق بين العرب ..الأرض والإنسان...
لا يسعنا نحن العرب إلا ان نقدم التهنئة والتبريك لهذا الشعب العريق الذي ملأت انجازاته الدنيا كلها, وهذه الإنجازات علمية وفنية فمن ارض ايطاليا ظهر غريبالدي موحد ايطاليا, ومنها ايضاً نهض فنانون كبار كميخائيل انجلو ورينالدو ديفنشي وصوفيا لورين وآخرون. تأتي احتفالات جيراننا المتوسطين الإيطاليين بالذكرى 155 لوحدة بلدهم بينما نحن العرب في وطننا الكبير الممتد ما بين المحيط الأطلسي والخليج العربي في وضع سائب ومفكك في هذه الأيام... اكثر من عشرين دولة عربية جميع انتاجها لا يساوي نصف انتاج ايطاليا الموحدة.. وبالتالي القوية.. والمستقلة.
لا نريد ان ننكأ جراحنا العميقة.. التراب الإيطالي موحد والشعب الإيطالي يعيش حياة ديمقراطية (حقيقية) ومنفتح على جميع الحضارات والشعوب في العالم.. بينما نحن العرب جسم قُطعت اوصاله والحدود بين الأقطار العربية ترتفع وتعلو عاماً بعد عام وفلسطين مغتصبة قبل 66 عاماً واصبحت تسمى ( اسرائيل )وكما يبدو نحن عاجزون على استعادة اسمها الأصلي الآن.. وفي المستقبل القريب .
كثيرٌ من الفُرص ضاعت على أمتنا العربية لتكون في ركب الدول المتقدمة والمتحدة و(دولة الوحدة) هي أهم الفرص الضائعة, في منتصف القرن الماضي ونعني هنا الوحدة بين مصر وسوريا في 22 شباط العام 1958 وتمثلت في (الجمهورية العربية المتحدة) وحدة طوعية لا قسرية بين قطرين عربيين كبيرين ،الأول في آسيا والثاني في افريقيا وبينهما (دولة الإغتصاب) لفلسطين.. ولا داعي للدخول في التفصيلات عن الأسباب التي أدت الى الانفصال وبعد ثلاث سنوات من عمر الوحدة القصير.
بعد نحو نصف قرن وفي زمن الثورات العربية لا بد ان تطرح هذه الثورات (الوحدة هي الحل) و(فلسطين عربية) وما حدث من فُرقة وتخلف تعيشه اقطارنا الآن سببه (غياب) هذه الوحدة والسكوت عن الاغتصاب لفلسطين والثورة (العاقة) بالوحدة و(العاقة) بفلسطين لا يمكن ان تسمى ثورة. لنتعلم من الإيطاليين في مناسبتهم الوحدوية والسعيدة هذه.. والله يُعطي الأرض للصالحين..؟!