عندما يترجل الفارس عبدالله بن عبد العزيز
د. بلال السكارنه العبادي
24-01-2015 11:21 PM
إن القلب ليحزن والدمع لتذرف على فراق زعيم من زعماء الامة الاسلامية والعربية في العصر الحديث الملك عبد الله بن عبد العزيز أل سعود طيب الله ثراه وجعل مثواه الجنة وابدله بيتاً احسن من بيته وملكاً احسن من ملكه، وجزاءه الله خير الجزاء مما قدم من خير للعالمين العربي والاسلامي .
فقد كان في خادم الحرمين الشريفين من الصفات الرائعة في القيادة، والحكمة، والتبصّر، وعايشه من صغره إلى يومه هذا. ولذلك، فهو إنسان كان متحرّراً من الجمود، ومن العصبيّة، وفيا كلّ الوفاء للصّداقات والعلاقات؛ فلم يُعرَف عنه، في حياته كلّها، أنّه غدر صديقاً، أو نقض عهداً، فهو رجل وعيٍ سياسيٍّ، والتزام خلقي ، الناس عنده في الحق، سواسية؛ فلا يناصر باطلاً، ولا يتعصّب لقوميّته. مناصر للعدالة، يميل الملك عبدالله طبعاً، لا تطبّعا، إلى البساطة في العيش؛ فكان يرى نفسه دائماً بين البسطاء من الناس، لا يعرف الكبر، أو التعالي إلى قلبه طريقاً، طاهر النفس، متسام مع مكارم الأخلاق، يتعامل مع الآخرين بكل رحابة صدر؛ إن تحدّث أوجز، وإن قال فعل. سلوكه إحقاق الحق، ومناحرة الباطل. وهذه الخصائص الذاتيّة هي الّتي أهّلته لأن يتحمّل الدور الكبير الذي كان يقوم به.
فكان ملك القلوب والإنسانية خادم الحرمين الشريفين ( أبو متعب ) يشكل نموذجاً للإنسان العربي صاحب الكرامة والشهامة والأصالة تلك التي ورثناها عن رسول البشرية محمد صلى الله علية وسلم، وخاصة من خلال تقديمه لصورة رائعة في تقديم العون والمساعدة لأشقائه العرب والمسلمين في كل بقاع الارض ولعل الاردن واحدة من هذه النماذج ، هذه الدولة التي قدرها أن تكون في مواجهة العدو الصهيوني وان تحمل الهم العربي والإسلامي لتكون ارض الحشر والرباط وبالرغم من شح الموارد الاقتصادية والمالية والمائية .
ولعل ما قدمه خادم الحرمين الشريفين ( ابو متعب ) من تجربة ناجحة في حكم المملكة العربية السعودية والتى لها دور الطليعة في العالمين العربي والاسلامي لم ياتي من فراغ وانما من السياسة الحكمية والرشيدة لفارسنا الراحل عبد الله بن عبد العزيز رحمة الله عليه ، ونسأل الله ان يحفظ مملكتنا العزيزة السعوديه وان تبقى واحة امن واستقرار تساهم في رقي الانسانية والبشرية .