حين يقول قائد الوطن، في البادية الوسطى، أنه يعمل ليل نهار من أجل تطوّر الاقتصاد الأردني، فإنه فعلاً وصل إلى هذا الحد.. ويجب أن نقول له:
- على هونك، يا سيدي، فنحن جزء من هذا الوطن ولسنا وحدنا في تحدي الممكن، فهناك في الأردن وفي الجوار من يشدّ بلدنا إلى الوراء. فجهدك يا سيدي مقدّر، ولا يوجد قائد سياسي في هذا العالم يحسبها كما تحسبها أنت. ويبقى لنا ما سمعناه من والدك العظيم الراحل: أعز ما فيك.. طيبة قلبك!
علينا أن لا نطبب على الأشياء، فهناك في بلدنا من لم يقتنع بعد أنه يعيش في وطن اسمه.. الأردن!!. وهناك من هو على استعداد للمزايدة على كل مقدس في بلدنا ليقال: إنه وطني!!. وهناك من الحزب الأكبر الذي كان أهل الشام يسمونه: حزب يصطفلوا!!. وحزب من أخذ أمي فهو عمي!!. وحزب هات! ولا يؤمن بخذ!
إن سعي جلالة قائد الوطن يجب أن لا نأخذه بسهولة، وعلينا أن نصون وجهه الجميل، وكرامته فإذا كان اخواننا أغنى أغنياء العالم يلتزمون كلامياً ثم يساومون.. وينتظرون منّا أن نمشي وراء ألعابهم السياسية المسلية. فإننا يجب أن نوفر المبالغ ذاتها من جيوب مواطنينا الشحيحة ليبقى القائد رضيّ النفس. ولا معنى للذين يثرثرون ويقبضون رواتبهم من ديون الدولة!
رفع أسعار الكهرباء أو استهلاك الماء لوقف النزيف الذي وصل إلى خسائر ستة مليارات دينار، ليس اضطهاداً لشعبنا، وليس جباية، فقد تعلّمنا أن من يشتري بزراً وقضامة يجب أن يدفع ثمنها، وللكهرباء والماء كلفة إذا لم يدفعها القادرون وهم أقل من 15% من الأردنيين.. فمن يدفعها؟!
يجب أن نقول للمزايدين على الوطن: الدولة لا تشتغل شحاذاً لمصالحهم، ولا تستدين لتغطية كلفة سياراتهم وبيوتهم المشعشعة، وحدائقهم التي تشرب يومياً ماء في مستوى وحجم ماء قرية أردنية بسكانها وغنمها ودجاجها!
(الرأي)