اهتمت الصحف الأردنية في تغطياتها لزيارة رئيس وزراء اليابان للأردن بالجانب السياسي , فكان من الطبيعي أن تقرأ في منشيتاتها عناوين سياسية فهي الأكثر بريقا , لكن الجانب الاقتصادي كما هي العادة كان غائبا وبظني كان هو الأهم.
كنت أفتش خلال قراءة ومتابعة التغطيات الصحافية للزيارة عن تفاصيل جانبها الاقتصادي , فيما عدا قرض ال 100 مليون دولار الميسر , وجدت وفدا ذا قيمة كبيرة ومهمة , تدل على اهتمام كبار رجال الأعمال بالأردن ورغبتهم في العثور على قواعد وفرص استثمارية جديدة ضمنوها أجنداتهم تحضيرا لهذه الزيارة.
لا يرافق رجال الأعمال اليابانيين ولا الأوروبيين رؤساء حكوماتهم أو قادتهم مجاملة ولا تنفيذا لأوامر , فتشكيل الوفود كما نعلم يتم بحسب إبداء الرغبة والاهتمام, عندما يعلم مكتب الرئيس قيادات الشركات بالزيارة للمهتمين بهذا البلد أو ذاك , وشكل ومستوى الوفد الاقتصادي المرافق لرئيس وزراء اليابان يؤكد مدى اهتمام قيادات الأعمال في ذلك البلد الصناعي الكبير بالأردن.
القيادات الاقتصادية اليابانية تألفت من :- رئيس مجلس إدارة NEC شركة الشبكات، ورئيس شركة MFG ، والمدير التنفيذي ورئيس شركة ميتسوبيشي، والمدير التنفيذي ورئيس شركة فوجي فيلم، والرئيس التنفيذي لشركة تشيودا، والرئيس الفخري لشركة الغاز الياباني، ونائب المدير العام لشركة داي نيبون، ومدير شركة سبيبر، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة نيبون للتأمين على الصادرات والاستثمار (نيكسي)، ونائب مدير و رئيس ميتسوي، والرئيس التنفيذي لبنك اليابان الدولي (جابك)، والمستشار التنفيذي لشركة كيكومان، ورئيس مجلس إدارة بنك طوكيو، والمدير العام ورئيس سوميتومو ميتسوي الشركة البنكية المحدودة، والمدير التنفيذي لبنك ميزوهو، ومدير عام الشرق الأوسط والمسؤول التنفيذي شركة سوميتومو، والمسؤول التنفيذي لشركة ايتوتشو، والمسؤول التنفيذي والإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا، والمسؤول التنفيذي لشركة سوجيتز، ونائب الرئيس التنفيذي لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية.
هذه قائمة طويلة وثرية مضمونا وقيمة وحجما وتمثيلا ليس على مستوى اليابان فحسب بل على المستوى العالمي , هؤلاء كانوا في عمان , ولنقل بصراحة وهنا لا نقلل من شأن رجال أعمالنا , لكنني كنت استمعت في حديث جانبي الى قيادي اقتصادي مهم , قال بصراحة , « شخصيا ربما سأحتاج الى وقت وسبب مقنع لترتيب موعد مع اي من رؤساء الشركات الكبرى ممن حضروا للأردن وقد لا أحظى به».
رؤساء الحكومات عندنا لا يهتمون باصطحاب رجال الأعمال أو قيادات الشركات خلال زيارات الدولة أو اللقاءات التي يعقدونها مع نظرائهم في الدول الشقيقة والصديقة , ويكتفون باصطحاب الوزراء وبعض رؤساء الغرف الذين يتصرفون كالوزراء ولا أعرف ما هي الأسباب مع أن من يتحمل نفقات السفر والاقامة هم المهتمون منهم بالمرافقة.
سيحتاج الأمر الى ترتيب يتولاه مكتب الرئيس أو هيئة الاستثمار , فمعظم المشاريع والصفقات الاقتصادية المهمة تولد على هامش الزيارات الرئاسية حتى لو كانت سياسية صرفة.
(الرأي)