مبارك لجامعة البترا مرور عام على اطلاق المبادرة الطلابية الجامعية الاردنية " أنا طالب مش محارب" والتي تبنتها دائرة الخدمات الطلابية مع فريق عمل من الطلبة المتطوعين في الجامعة ليكونوا نواة لفريق عمل تطوعي يعمل على نشر مباديء المحبة والتسامح والكلمة الطيبة بدل العنف الجامعي والمشاجرات ويعمل على إعطاء الصورة الحسنة عن جامعاتنا ورسالتها في العلم والتعلم ومبادئها في التقدم والتحضر وقبول الآخر ومحاورته بالحكمة والموعظة الحسنة.

جامعة البترا وهي تحتفل بالعام الأول للمبادرة،تبين أن ظاهرة العنف الجامعي أقضّت مضاجعنا واقلقت انفسنا، ولا تليق بمجتمع نسبة الأمية في لا تزيد على 6% ويحظى بمكانة رفيعة بنهظته التعليمية بين الأقطار العربية الشقيقة، وتؤكد أن جهداً كبيراً تبذله الجامعات في سبيل اقصاء وتهميش هذه الظاهرة، وتشكيل وعي جمعي مضاد لها، وجامعة البترا واحدة من هذه الجامعات يتمثل دورها جهدها باحتضان جمعية اللاعنف العربية لتؤدي رسالتها من هذه الجامعة في خدمة أبناء هذا الوطن.

نعم العنف لا يتفق ومنطق التقدم والتحضر، هو إقصاء للآخر وتهميش له ورفض لآدميته، وتشويه للصورة الجميلة لجامعاتنا ذاتالبنية التعليمية التي نعتز بها ونفخر، لا نريد أن يُساء إليها أو يُنال منها، الحوار الهادف وقبول الآخر هو عنوان الديمقراطية والمدنية والتحضر واحترام الرأي والرأي الآخر.

طلبة جامعة البترا وهم يحتفلون بالذكرى الأولىلهذه المبادرة، يؤكدون أن الإساءة للآخر سواء أكانت بالإشارة أو الكلمة أو الفعل مرفوضة، وأن منهج الإحسان والتسامح والتحابب والإصلاح والتفاهم والحوار هو أساس العلاقة بينهم بغض النظر عن صلة القرابة والدين والجنس، وأن سعة الصدر والصبر وعدم التسرع في الحكم على الأشياء عند الاختلاف هو الاساس في التعامل، وهم يحتفلونبهذه المبادرة يؤكدون ايضا على التخلق بالأخلاق الفاضلة وإبعاد روح الانتقام وردود الفعل وتهميش الغضب وسوء الفهم، حتى باتت السمة الغالبة في العلاقات الإنسانية بينهم لها قاعدة واحدة وهي نبذ العنف والطائفية المقيتة والفئوية الضيقة التي لا تعود علينا إلا بمزيد من الجراحات والآلام.

يجب أن تنأى جامعاتنا كلها وطلبتنا كلهم عن المشاهد والصور والممارسات التي تسيئ لسمعة الجامعات في كافة الميادين وعلى وسائل اعلامنا وخاصة الاليكترونية والمواقع الاخبارية تعظيم انجازات هذه الجامعات فهي مؤسسات وطنية رائدة، عليها واجب نشر صور الانجاز والتميز وتعظيمها وجعلها قدوة ومثل أعلى. عليها واجب اذكاء روح المبادرة عند طلبة الجامعات بنشر صور الانجازات ومواضيع التميز العلمي والبحثي لهذه الجامعات وهي كثيرة،.

اننا ونحن نرى هذه المواقع الاخبارية وهي تنشر اخبار مشاجرة (لا معنى لها) نشبت هنا أو هناك وتقوم بتهويل الاخبار ودبلجتها فاننا نشك في نوايا هذه المواقع تجاه مؤسساتنا الوطنية الكبيرة هذه، فالجامعات مجتمعات بحد ذاتها فيها تجمعات من الطلبة مختلفي المشارب والمنابت والاصول، والأصل في الاعلام ان يذيب الفوارق ويؤلف بالحكمة والموعظة الحسنة وينشر مباديء التسامح والمحبة والألفة التي يجب ان تسود بين الناس. وليس نشر أخبار وصور العنف والتهويل متناسية هذه المواقع الاخبارية الانجازات الكبيرة لطلبة الجامعات ومبادراتهم في مجالات الخدمة العامة والعمل التطوعي والانساني، ومتجاهلة تميز الكثير من اساتذة الجامعات في عدة مجالات بحثية وعلمية وادارية واجتماعية مختلفة نحن بحاجة الى ان نتمثل بها ونقتدي بها.