قبل عدة أيام طالعنا الفنان الأردني والمبدع العربي عماد حجاج بكاريكاتير ورسم أعتبره
البعض من الرسومات ( المسيئة ) والمشينة والغير مسبوقة في اختراقها لمنظومة
( الشرف الرفيع )الذي لم يسلم من الأذى الذي تسبب به عماد لمجاميع الأخلاقيين في
المنطقة وما جاورها، وبالتدقيق الرقيق في الرسم (المسيء) ندرك أن صاحبنا لم يتهجم
على احدهم ممن يلبسون الورع والتقى، ولم يقترف جرما في حق أي(جماعة ) أو جمعية ، ولم يتدخل في الأمور الداخلية لأي قطر شقيق أو رفيق ، وكل ما في القصة ( يا جماعة ) أنه قد تدخل في الأمور الداخلية جدا لعقلية المباح وغير المباح في تابوهات المجتمع العرفية محليا وعربيا، ونبش في منطقة المحرمات المحظور(ذهنيا )على الفنان والمبدع أن يتخطاها، حين استخدم ( تلك الرائحة ) المحظور تناولها علناً ألا وهي( الجنس ) يا عيب الشووم !! وبشكل غير مباشر في ( الرسم المسيء ) عبر تهكمه وتلغيمه للعلاقات الشرعية وال غير شرعية في سرير الكوكب الذي يغتصبه الكاوبوي جهارا ونهارا!! .. وللمفارقة والسخرية المحضة
فقد تراخت مقصات الرقيب هاهنا ونسجل إحترامنا لهذا التراخي .. في حين استنفر البعض
( وجلخ ) سكاكين العيب والحرام وال (يجوز ولا يجوز) على عنق الرسام وجهة ( الغد الغدارة) التي سمحت بهذا التجاوز الخطير لقيم المجتمع الأصيلة وثوابته الجليلة، لا بل إن بعض الآراء
( وقد تابعتها في الموقع الإلكتروني للجهة الناشرة وموقع أبو محجوب " أبي محجوب حتى ما يزعلوا فصائل سيبويه) قد طالبت الرسام بتقديم الاعتذار للشعب والوطن والأمة علانية، عسى أن تقبل اعتذاره عما أقترف بحق( عذرية وطهارة لحظتنا الكوكبية وبتولة هويتنا وثقافتنا اللولبية ) ولست هنا بصدد مهاجمة تلك الآراء غير ال غريبة عن ثقافة تمارس في الخفاء كل الموبقات وتخجل من (شمس ضئيلة) حاول المبدع الطليعي والريادي حجاج أن يتخطاها ب (شحطة ) ولكن حتى هذه الشحطة اعتبرها أولئك شطحة في بيئة من (يطلب من الصغار البول" حاشا السامعين والقاريين " في أي مكان بعد الاختفاء وراء أي أكمة أو شجرة أو فكرة أو حائط ساقط !) وبالمقابل يصاب بالفوبيا ويتنافخ شرفا عندما يقترب الفن أو الإبداع من استخدام ما يتناوله الناس بعفوية صبح مساء في مجتمعنا ..( ولا داعي لتفصيل ما تحتويه هواتفنا النقالة وحواسيبنا وجلساتنا وكلا منا اليومي ) من نكات وسواليف كلها تستخدم مص طلحات وألفاظ ٍ جنسية وبدون حرج ٍ قد لا تعجب من يمارس الفصام أمام قلفة المايكروفون ولكنه يستمتع ( بحرملكها ) ويواصل لعبة أل بارانويا الذهنية إياها التي قرأت وتابعت منذ قرون( ألف ليلة وليلة ) قبل أفلام البورنو ، واستمتعت بالشعر و القصة والأدب ( الأيروتيكي) قبل انتصاب اللواقط واللقائط فوق وتحت أسطحه الكوكب الأخلاقي جدا .. !
هؤلاء المتمنطقين بثقافة الذكورة( الخصية) التي تحلل لنفسها ما تحرمه على الأخريين
وتأبى أن تمارس عفتها وطهارتها في ساحات( الفعل السياسي والتطور الاجتماعي والاقتصادي)
لتجلبنا دوما إلى صراعات هامشية ومريخية ، وتزاود علينا في سوق نخاسة الطهارة والحشمة.. تلك الذهنية التي لا تتحدث عن لا أخلاقية وبذاءة ما يحدث للوطن وللمواطن العربي من فض ٍ يومي لكرامته وحقوقه وسيادته .. ولكنها تلاحق فنانا رفع أسم الوطن عاليا ًفي ساحات الثقافة والإبداع ، مما اعتبره العديد من النقاد والمثقفين مدرسة(حجاجية) نفخر جميعا بها ، وعلينا أن نرفع كل قباعتنا ورؤوسنا عاليا لفضاء الحرية التي ما كانت ستسمح (لروضة أو حضانة ) فنية أن تبدع هكذا وتتطور إلا في ظل حامي الحداثة والتطور، راعي الحرية والأحرار وصاحب العقل المنفتح ، المتنور الأول جلالة الملك عبدا لله الثاني ،عليه منا السلام في وطن الحرية والسلام
( وللحديث صلة )
كاتب وشاعر أردني
mhd_s2003@yahoo.com