في احدى الصباحات الربيعية من عام1992.. سألت كمحرر للشؤون الفلسطينية في (الرأي) الدكتورة حنان عشراوي عن سر هذه البسمة المشرقة لها وهي تستعد للقاء الوزير الاميركي جيمس بيكر، فأكدت لي انه واحد من القادة الاميركيين الذين يرفضون لبس القلنسوة اليهودية اي انه بالتأكيد خارج «نادي» القادة الاميركيين المتصهينين وهو في مقدمة القادة الاميركيين الذين يسعون الى تنظيف البيت الاميركي الرسمي من هؤلاء المتصهينين وهو يضع مصلحة اميركا وابراز دورها في العالم اولا واخيرا بعكس اخرين يضعون مصلحة اسرائيل فوق المصالح الاميركية العليا.

واتذكر، ان الدكتورة حنان عشراوي العضو البارز في الوفد الفلسطيني المفاوض مع اسرائيل القادمة من القدس كانت «جذلة مرحة» عندما رأيتها في سفارة فلسطين بعمان وقبل ساعة من لقائها بالوزير بيكر في فندق الماريوت في الساعة التاسعة صباحا

ورجتني الدكتورة عشراوي ان لا اسجل ما قالته لي في تلك الدقائق القليلة قبل لقائها بيكر حيث اكدت لي انه دوما يرفع صوته عاليا على رئيس الوفد الاسرائيلي الدكتور واكيم روبنشتاين الذي طالما يماطل في الانسحاب الاسرائيلي من «جميع» المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين كان يتكلم بيكر في احيان كثيرة باحترام وتقدير الى رئيس الوفد الفلسطيني الدكتور حيدر عبدالشافي ورئيس لجنة توجيه المفاوضات المرحوم فيصل الحسيني بشكل خاص.

قبل اكثر من عام بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري جولاته التفاوضية بين الفلسطينيين والاسرائليين وقد نظمت قصائد مدح لرئيسه باراك اوباما وله شخصيامن مفاوضين فلسطينيين وإن لم يتطرقوا الى القلنسوة اليهودية التي طالما تحدثت عنها الدكتور عشراوي وان كالوا المديح لجون كيري بسسب اقباله على اكلت فلسطينية عريقة كالكنافة والشاورما وغيرها...

خاتمة مفاوضات كيري والفلسطينيين كانت اسوأ من التي قبلها وزاد الطين الفلسطيني بلة الفيتو الاميركي على المشروع الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية العام 2017واصرار نتينياهو على تمسكيه بالقدس عاصمة ابديه لاسرائل واستمرار الاستيطان فيه..

ليس غير كل مكان في الضفة الغربية وان الغور لاسرائيل.... الى الابد........!!
انها مفاوضات تبديد الوقت..او تضييعه ليس غير ..!