.. الله يستر!! فهواجسنا تكبر كلما انفجرت في المنطقة، فهل نشهد لاجئين من جديد: من لبنان واليمن؟!.
لا نظن ان حزب الله سيرد، على عملية الاغتيال لقادتها في الجولان رداً تحدث عنه امينه العام في ماراثون مقابلة «الميادين»، فظروف ايران، وظروف لبنان تقدرها قيادة الحزب وحدها، وتقررها استراتيجية الهيمنة الايرانية في حساباتها العراقية والسورية واللبنانية، فكلما زاد حجم الامبراطورية تزايد حجم الاخطار عليها، ولعل ما جرى امس في اليمن، ووصول الحوثي الى اعتقال مدير جهاز رئاسة الجمهورية، سيوصل الرئيس هادي طويل البال الى المواجهة الحاسمة! وفي اليمن ليس هناك ما هو اسهل من: الحرب الأهلية!!.
الوضع في سوريا لا يحتمل تهديدات حزب الله بصواريخه، فالنظام لم يعد قوة عسكرية قادرة على مواجهة اسرائيل، واذا صدق الحزب قصة «حماية سوريا» بعد ان كانت سوريا هي الحامي، فانه سيورط نفسه، وسيورط لبنان.. وسيورط ايران قبل الجميع.
ولعل اللاعبين العرب لم يفطنوا الى ان «صبر» الولايات المتحدة طيلة السنوات الثلاث كان سياسة تستهدف انهاك حزب الله، والنظام السوري، ولبنان. وانهاك الفصائل الاسلاماوية المسلحة سواء بسواء. واذا تحرك نتنياهو وجيشه الان فان ذلك ليس بسبب الانتخابات، ومحاولة كسبها بالحرب وانما لان واشنطن وصلت الى الاقتناع بان «الطبخة استوت».
تستطيع الاحزاب والمنظمات المسلحة العربية ان ترفع الصوت عاليا بالتهديد والوعيد. وتستطيع كذلك الانظمة المتهافتة، لكن على العقلاء الاقتناع بان الصوت العالي لا يصنع قوة قتالية قادرة على حماية هذه الاحزاب والمنظمات والكيانات، فالعدو لا يخاف الصوت العالي والشعوب التي كانت تخافها لم تعد تخاف.. رغم ان ملايينها صارت.. لاجئين!!.
لم يبق مكان آمن في الوطن العربي الا القليل، فالكل الآن في المحرقة, وعلينا ان نجد مخرجاً لهذه الملايين التي شبعت كذبا. وشبعت ذلاً!!
(الرأي)