بآآآآآآء .. صرخة لم تكتمل .. *مصطفى شحادة ابو العينين19-01-2015 10:43 PM
هل هذا عنوان مقالة ام ضرب من السخرية أو الغباء ، لا تستعجلوا الحكم – سادتي – فالسراب من بعيد يبدو للظمآن ماء ، وليست الحقيقة تظهر دوما كالشمس في كبد السماء ، ولعلك ان قرأت مقالتي تفيض عينك بالبكاء ، حين تعرف قصة مواطن اسمه زيد أو عمرو أو خالد لكننا سندعوه مجازاً بابي بهاء ، فليس همنا هنا الاسماء ، فحال كل الاسماء واحد وكلهم في الهم سواء ، هو موظف هو سائق هو عامل في مجال البناء ، قد اثقلت كاهله الاعباء ، وقلبت حياته جحيما وشقاء ، هو اردني حتى النخاع هو واحد من الاف الشرفاء ، لم يولد غنيا ولم يسرق من الوطن يوما كما سرقه بعض الاثرياء ، ويدعون انهم مثال الانتماء ، ولا يدفعون مثله فاتورة الماء والكهرباء ، ولا ينقطع عن قصورهم ومسابحهم الماء بصيف او شتاء ، كل همهم اكتساب الملايين والشهرة والاضواء ، واما همه هو فان ينام بكل طمأنينة وهناء ، بلا دين بلا هم بلا عناء ، وان يعيش مستور الحال بلا بذخ او زيادة رخاء ، فعنده ثمانية من البنات والابناء ، وام مريضة قد ترملت لا تنام ليلها قد اعيى بدنها السقم والداء ، تناديه بصوت رؤوم بني اجلسني .. حدثني .. بني لا تنس ان تحضر لي الدواء ، وابناؤه هذا يريد قسط جامعة وهذا يريد معطفا وهذا يريد حذاء ، والزوجة تحثه لا تنس احضار الخبز وما طلبت منك من اشياء ، فليس عندنا شيء للغداء ، فيصرخ وهو خارج من البيت لن انس .. فالهم رفيقي كرفقة السمك والماء ، ويجلس في سيارته القديمة ويخرج محفظته ويتمتم رب استرها معي ولا تشمت بضعف حالي الاعداء ، واخص بالذكر منهم اقاربي والاصدقاء ، فاغلبهم امامي شفوق محب ويطعنون ظهري في الخفاء ، وقولهم مسك وعنبر وفعالهم متلون كالحرباء ، الهي كن لي معينا فانت الرجاء ، ثم يدير محرك سيارته مرة تلو مرة الى ان يشتغل بعد مشقة وعناء ، فحالها من حاله قد تعبت وصارت كجسد تقطع الى اشلاء ، ويدعو الله في سره ان لا يوقفه شرطي ويطلب رخصة الاقتناء ، وينظر الى عداد الوقود فيزداد هما فقد قارب على الانتهاء ، ويتصل عليه دائن الم تعدني بالسداد ؟ فاين الوفاء ؟ ، فيرد بصوت خجول اعذرني سيدي لتاخري بالسداد – قد ضاقت بي السبل – والصبر عادة الكرماء ، يشهد الله اني انوي السداد ولكن ليس في النار للظمان ماء ، فالجيب خاو الا من شيء يسير يسد الرمق بلا ارتواء ، ويسير في الشارع والافكار تغدو وتجيء في ذهنه كانها ورقة شجر يلعب بها الهواء ، كيف ومن اين ومتى وهل ولكن بلا جواب يكون فيه لما في الصدر شفاء ، ورغم انه وقت الظهيرة الا ان سواد الافكار جعل النهار عليه كالمساء ، وعاد الى بيته محملا لا بالهدايا لاطفاله بل بأحمال امثاله من البؤساء ، خبز .. زعتر .. فاصولياء ، ولم ينس ان يشتري لامه الدواء ، منفوض الجيب لكنه شاكر لله في السراء والضراء ، ويفتح باب البيت يلقاه صغيره ابي هل احضرت لي لعبة كابن جيراننا علاء ، فيبتلع ريقه ويضمه الى صدره لعله يكون لحزنه جلاء ، وتحبس الدمعة في عينه فصعب على الرجل البكاء ، اجرة البيت .. قسط الجامعة .. المعطف .. الحذاء ، كلها طلبات قد تأجلت ووضعت على القائمة السوداء ، وزيادة على ذلك يخبروه قد نفذ الغاز والكاز ووصلت فاتورة الماء ، وهذا انذار من الجابي بقطع الكهرباء ، والوالدة بحاجة ليراها الاطباء ، يترك طفله ويشعر ان الدنيا تدور من حوله ويرفع نظره الى السماء ، يدعو الله متاملا ان لا يرد له دعاء ، وتسقط من يديه ما كان يحمل بهما من اشياء ، ثم يسقط ارضا انهكته المطالب واصابه الاعياء ، سقط جمل المحامل كسفينة اشتدت بها العواصف والانواء ، ويتمتم بالشهادة مرارا ثم يدعو : اللهم ارفع عنا البلاء ، وارحم حالي وامثالي من الضعفاء ، وجنبهم تسلط من لا يرحمهم من السفهاء ، ولا تدعهم يزيدوا علينا القهر ولا يرفعوا سعر الكهرا - ثم يخفت صوته وباالكاد تسمعه وهو يلفظ انفاسه الاخيرة ليتم قولها – باااء .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة