في اللحظات الاولى لحادثة الاعتداء على "شارلي" لم يبق مسؤول عربي رفيع المستوى او دون المستوى إلا ودان هذا العمل الارهابي.. وبدل ان ترد "شارلي" الجميل لهم، وتنشر في اول عدد يصدر لها بعد حادثة الاعتداء شكرا وتقديرا وعرفانا على موقفهم النبيل – كسحتهم – وعادت ونشرت رسوما تسخر من نبينا محمد عليه افضل الصلاة وأزكى والتسليم.
مثل هذه الصحيفة "الوضيعة" لا تفهم لغة التعاطف والتضامن، ويبدو ان القائمين عليها لا يفهمون سوى لغة الارقام بحيث لم تراع شعور عائلات ضحاياها ولم تجاملهم حتى بنعي مساحته سطران، بل عادت الى سخافتها واستهزائها بسيد البشرية جمعاء لتبيع أكثر من ثلاثة ملايين نسخة.
يا الله كم بلغنا من الجبن والضعف والهوان، فإذا الاساءة الى نبينا وسيدنا وحبيبنا لم نحرك لها ساكنا، فلا الحناجر هتفت، ولا الطائرات قصفت، ولا حتى جامعة الدول العربية اجتمعت.. وكأن "شارلي" تعرف جيدا قدرنا، فنشرت دون أن تحسب أي حساب لأي شنب عربي من طنجة حتى باب المندب..
كل ماهو مطلوب أن نقاطع احدى الكازيات نصرة لك، او أن أغير صورة بروفايلي نصرة لك، او أرسل رسالة الى عشرين شخصا نصرة لك.. وكأنك يا سيدي لست الهادي الامين، ولست شفيعي يوم الدين، ولست أكرم الاكرمين.. فلا أعلم يا سيدي بأي وجه ألقاك وقد دافعت عنك ببضع لترات من البنزين.. ولا أعلم ياسيدي ان كان من يغير صورة بروفايله للصلاة عليك سيدخل في جنات ونعيم، ولا أعلم ياسيدي ان كانت الحور العين سترضى بمن دافع عن أطهر الخلق بإرسال عشرين رسالة.
نعم ياسيدي، يشهد التاريخ بأنك كنت أخا كريما وابن أخ كريم بعد ان وصلت الى اعلى مراتب المجد والعزة..
وهم ياسيدي، من بعدك كانوا أخا كريما وابن أخ كريم بعد ان وصلنا الى اعلى مراتب المهانة والذلة..
صدقني لا نريدهم ان يعلنوا الحرب، ولا نريدهم ان يقطعوا امدادات النفط، ولانريدهم ان يسحبوا السفراء نصرة لك.. بل نريد فقط مسؤولا عربيا واحدا يظهر للعلن ليقول: الا رسول الله.. كأضعف الايمان.
لأن الصحيفة نفسها لو نشرت رسما ساخرا تسخر فيه من زوج خالة أي زعيم عربي، لتمت مقاطعة فرنسا ومن يشد على يد فرنسا، ولرأينا اجتماعا عاجلا لقادة الامة العربية للتنديد والاستنكار، ولتم تحريم استخدام العطور الفرنسية من قبل مشايخ الامة..
بينما نبينا، وقدوتنا، وحبيبنا.. لا يستلزم الاستهزاء به سوى بضع مسيرات خرجت أضعافها في مرات سابقة لمبايعة زعيم لا يحفظ "قل هو الله احد" ..
عذرا يارسول الله.. فمثلما هناك من يصلي عليك في كل بقعة من بقاع الارض، وفوق كل قطرة من مياه البحر، وفوق كل سحابة في الجو.. هناك من أنت "نبيهم" فقط في الهوية.
(العرب اليوم)