السلفية الجهادية في السلط
عبد الرزاق ابوهزيم
13-03-2007 02:00 AM
تبرز بين الفينة والاخرى ممارسات لا تنسجم مع سماحة وطبيعة الاسلام، والتي تقابل بموجة من الاستهجان والرفض من قبل الاوساط في مدينة السلط على اختلاف مستوياتها والتي تندرج تحت اطار «الارهاب الفكري»، حيث لا تخرج ممارسات بعض الجماعات الدينية في مدينة السلط عن اطار المناكفة السياسية في المدينة بعيدا عن اية اهداف ترنو الى اقامة الشعائر الدينية.ولعل جماعة «السلفية الجهادية» من ابرز هذه الجماعات التي تزعم فهمها الخاص بالاسلام، اذ تعمد مجموعة منهم الى التشكيك في شرعية الائمة باعتبارهم موظفين في دائرة حكومية.
فيوم امس قامت مجموعات سلفية في المدينة بالمسير بالشوارع احتفالا بخروج احد اعضائها من السجن على خلفيات تصريحات لاحدى القنوات الفضائية تسيْ للاردن وسمعتة في محاربة الارهاب والطريقة التي احتفل فيها هؤلاء الافراد تثير الاستهجان حول الاسباب التي دفعتهم الى ايقاظ المدينة ليلا وهم يكبرون وينادون "يا جراح حنا عزوتك"
ومن الامثلة عن الشذوذ الفكري لهذه الجماعة فهم يوجهون الدعوة لابناء المدينة بعدم الصلاة وراء الائمة في مساجد السلط والتوجه لاقامة الصلوات في الساحات العامة بحجة ان الائمة لا يمثلون شرع الله كونهم موظفين في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والتي هي ممارسات تهدف الى خلق الاشكاليات، مشيرين الى عملية الاعتداء الاخيرة على امام مسجد في السلط يعمل على كادر وزارة الاوقاف.
وتعود جذور السلفية الجهادية في الاردن الى التسعينيات بعد عودة ما اصطلح على تسميتهم «بالافغان العرب».
واوضحوا ان السلفية الجهادية في السلط تعمل على استغلال المناسبات والاعياد الدينية بمناكفة الجهات الحكومية بخروجهم في مسيرات غير منظمة وتفتقر لموافقة الجهات المختصة، الامر الذي يثير التساؤل عن اسباب المسيرات ومدى انسجامها وتوافقها مع الاعياد الدينية. يشار الى ان ظاهرة السلفية الجهادية صارت حالة معممة في معظم دول المغرب العربي.
وتتبنى السلفية الجهادية فكرا اقرب الى الجماعات التكفيرية منه الى السلفية الوهابية.
وهذه الجماعات التي ترفض الصلاة في المساجد تعلم ان الامام فيها هو موظف تابع لوزارة الاوقاف وتتجه النية لديهم في الذهاب الى مساجد تفتقر الى وجود الامام حتى يتسنى لهم الانفراد بالمصلين في هذه المساجد مما يساعدهم على اعطاء «دروس» فيها، معتبرين ان «ذلك هو الهدف الاساسي من دعوتهم عدم الصلاة وراء الائمة في مساجد المدينة».
وتحتل ممارسات السلفيين الجهاديين جانباً واسعاً من احاديث مواطني المدينة في كافة المجالس على اختلاف مستوياتها وسط تساؤلهم من جدوى دعوتهم لمقاطعة المساجد والتوجه لاقامة الصلوات في الساحات العامة وعلى جوانب الطرق.
«افراد هولاء الجماعة غالبيتهم من الشباب وخصوصا من ذوي الدخل المحدود والدراسة المتوسطة، ومن العوامل التي ساهمت في انتشارهم في مدينة السلط هي صلة القرابة العشائرية».
ان الجماعة «السلفية الجهادية» تحاول تعكير «صفو» المساجد عن طريق تعليق المنشورات المختلفة على جدران المساجد والتي تروج لافكارهم دون التنبه الى طبيعة المساجد،و محاولة القاء الدروس بعد كل صلاة مما يخالف قانون وزارة الاوقاف.
ان انسحاب المصلين من الصلاة يسبب للائمة اثراً بليغاً في النفس وحان الوقت الى وضع حد لمثل هذه الممارسات التي تأخذ بالاتساع بين الحين والاخر.