عندما نكتب مبتغين الحق ،والحق نقول بإذن الله، حول واقع إخوتنا في الله وفي الإنسانية ، وشركائنا في الأرض والإنتماء القومي والمصير ، العرب المسيحيين الأرثوذكس ، الذين يرزحون تحت إحتلالين ، إسرائيلي شأننا شأنهم ، وروحي يوناني ، وهذا ما يميزهم عنا نحن العرب المسلمين الذين نعاني من الإحتلال الإسرائيلي، وبات مصيرهم في خطر داهم ، يتعلق بكنيستهم أم الكنائس في القدس المحتلة ، وفي إنتمائهم القومي ، حيث يتهمهم البطريرك اليوناني الحالي ثيوفولوس بأنهم ليسوا عربا ،بل هم بقايا رومان، وهذا ما نرفضه رفضا قاطعا لأنهم عرب منا ونحن منهم نفتخرونعتز بهم وبدورهم الحضاري .
كما أن واقعهم الإيماني والروحي يتعرض لضغط شديد لأن الطغمة الروحية اليونانية التي هيمنت على أم الكنائس منذ تسلل الثعلب الماكر جرمانوس قبل نحو أكثر من 500 عام، أهملتهم أيما إهمال ، وجعلت منهم غرباء عن كنيستهم ، إلى درجة أن بعضهم يأسا هرب إلى كنائس أخرى بحثا عن الكرامة .
عندما نكتب ذلك نرى البعض يتنطح لنا ،مجدفا خارج المنطق ، ويتصور أننا على خلاف مع اليونان ذلك البلد والحكومات المتعاقبة والشعب ،الذي نعتز بمواقفه على مر التاريخ من قضايانا العربية وفي مقدمتها أم القضايا االقضية الفلسطينية، وكيف ننسى قيام اليونان بفتح أبوابها للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد المؤامرة التي تعرض لها صيف العام 1982 ، وكان النظام السوري "الفك المفترس " يحضر نفسه لإتهامه ظنا منهم أنه لن يجد بابا غير دمشق ، وكانت الخطة أن تفرض عليه الإقامة الجبرية بعد إجباره على التوقيع على صك يفوض الرئيس حافظ الأسد بالتفاوض حول القضية الفلسطينية.
لذلك نؤكد أن خلافنا مع اليونان يتعلق بهذه الفئة الروحية التي لا ترضى عنها الحكومة اليونانية حتى ولا الشعب اليوناني، بمعنى أنه لا خلاف بيننا وبين الشعب او الحكومة اليونانية ، بدليل أن هناك صحفا يونانية كتبت عن فضائح الطغمة المتربعة على سدة ام الكنائس في القدس المحتلة.
لو أن الرهبان اليونان أنصفوا الرعية العربية الأرثوذكسية ، لنظرنا إليهم نظرة أخوة ، لأن العهد الذي بيننا وبينهم هوحفظ الأمانة ، وإخوتنا العرب المسيحيين الأرثوذكس هم أمانة عندنا يتوجب علينا ،لو كنا أمة تعرف ما عليها وما لها ، أن نحارب من أجلهم ،لكننا ومع شديد الأسف ضيعنا حتى مقدساتنا ونسجنا العلاقات السرية والعلنية مع أعدائنا وأعدائهم ، لذلك لا نملك إلا الدعاء أن يفك الله كرب إخوتنا العرب المسيحيين الأرثوذكس.
الطغمة الروحية اليونانية ضيعت هي الأخرى أوقاف الكنيسة ، وباعت غالبيتها وأجرت الكثير إلى المستعمرين اليهود في فلسطين المحتلة لمدد تصل إلى 99 عاما ، وقد جددوا عقدا مؤخرا ل 99 سنة أخرى ، مع أن العقد الأول ينتهي بعد 40 عاما ، فماذا يعني ذلك؟
لقد أقسم البطريرك ثيوفولوس أمام السلطات الإسرائيلية ، أن يكمل مسيرة أسلافه في تسريب أوقاف الكنيسة العربية لإسرائيل كي تبني عليها المستعمرات والمؤسسات الرسمية ، مقابل إعتراف إسرائيل به ، مع أنه يفترض أن يكون تحت الولاية الأردنية التي يعد أحد رعاياها ويحمل الجنسية الأردنية وجواز السفر الأردني وله رقم وطني أردني ، وبالتالي يتوجب عليه أن يكون في الخندق الأردني ، لكنه يغرد خارج السر ب ،وأصبح يسير في ركب الأعداء، والأدهى من ذلك والأمر ، أنه يحمل جواز سفر دبلوماسي إسرائيلي ، زار بواسطته رومانيا قبل أيام.
أما واقع أم الكنائس في العهد اليوناني ، فبدلا من أن تكون خزينتها كبيرة لما تمتلكه من أوقاف تبرع بها أبناء الرعية المحسنين والموسرين ، لكن واقع الحال يقول أن هذه الكنيسة تشكو الفقر المدقع ،إلى درجة أن هناك منحا من بعض الدول الأوروبية الشرقية قدمت وستقدم للطغمة اليونانية لترميم كنيستي القيامة والمهد ، وقد تتبعت قبل عدة سنوات شيكا من دولة الإمارات العربية المتحدة بقيمة 3 ملايين دولار لترميم كنيسة القيامة ، وقد رصدته حتى دخل في حساب في فرع البنك العربي برام الله ، لكنني لم اتمكن بعد ذلك من تتبعه بعد ذلك وأغلب الظن أنه جرى تحويله إلى حسابات في بنوك بقبرص أو اليونان،وأذكر أن وفدا روحيا يونانيا برئاسة البطريرك الأسبق ثيوذوروس جاء فارعا دارعا يشكوني لرئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب ، لكنه قال له ان الجريدة التي كنت أعمل بها قطاع خاص ولا سلطة للحكومة عليها .
نأمل من الحكومة الأردنية أن تحرك ساكنا لأن الطغمة اليونانية إرتكبت مخالفات تمس الدستور الأردني ، من حيث جواز السفر الدبلوماسي الذي يحمله البطريرك ثيوفولوس ومخالفاته العديدة للقانون الأردني وللتعهدات التي تعهد بها ثوفولوس نفسه بخصوص العرية العربية.
ألم يقل المثل العربي الدارج أن الغريب للغريب نسيب؟