سفراء عندما هُددوا بأكلهم
عودة عودة
17-01-2015 03:09 AM
العام 2006.. و العدوان الإسرائيلي على غزة انطلق «رغم برودة الطقس في أوروبا وأميركا» مئات المظاهرات والمسيرات والاعتصامات المنددة بالعدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع وكانت أضخم هذه المظاهرات في العاصمة البريطانية لندن التي تجاوز أعداد المشتركين فيها أكثر من مليون متظاهر هاتفين: «فلسطين حرة.. والموت لإسرائيل».
رغم كل هذا الدعم الشعبي العالمي للفلسطينيين فقد أصر الرئيس الأمريكي بوش الابن ورؤساء ست دول في الاتحاد الأوروبي أن الصواريخ الفلسطينية وليس الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة وراء هذه الحرب العدوانية الإسرائيلية والتي استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع أدت إلى قتل وجرح أكثر من سبعة آلاف مواطن فلسطيني إضافة إلى تدمير آلاف البيوت والمدارس والمستشفيات والمزارع والجامعات الفلسطينية. كما أن حكاية الصواريخ الفلسطينية، لم تصدقها الشعوب في دول الاتحاد الأوروبي وحتى الشعب الأميركي والعديد من شعوب العالم.
ولإقناع العالم «بالكذبة» الإسرائيلية الجديدة.. تقاطر ستة رؤساء دول في الاتحاد الأوروبي، وفي المقدمة الرئيس نيكولاي ساركوزي إلى إسرائيل ليقول: نعلم ونعرف بأن حماس هي التي ارتكبت الخطأ أولاً بإطلاقها الصواريخ على إسرائيل مما أدى إلى انهيار الهدنة.. وكأن ساركوزي لا يعلم هو وزملاؤه أن أهل غزة «أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني» كانوا محاصرين ولعدة أشهر و لم يجدوا رغيف الخبز ولا شربة الماء ولا حبة الدواء..
وبما يشبه السباق لإرضاء «الدولة الحليفة ؟ إسرائيل» فقد قامت الولايات المتحدة بإهداء «اتفاقية تفاهم أمنية» إلى الدولة اليهودية. و لم تكتف الولايات المتحدة «بهدايا» الأسلحة المحرمة دولياً، كالفسفور الأبيض والقنابل العنقودية وغيرها والتي جُربت في حرب على أهالي وأطفال غزة.
حكاية أخرى.. في تموز من العام 72 من القرن الماضي اختفى سفير ألمانيا الغربية في الكونغو بعد أن تاه «سعادته» وهو يصطاد في إحدى الغابات، فقامت الدنيا ولم تقعد في بون وواشنطن ولندن والعديد من العواصم الأوروبية ومن لفّ لفها في العالم «الحر»..
«الرذالة» وصلت بإحدى الصحف الألمانية باتهام الكونغو بأنهم«أكلوا»سعادة السفير وقد صدّق الحكاية.. الكذبة كثيرون في هذا العالم. ولم يشفع لحكومة الكونغو يومها كل ما قدمته من اعتذارات وأسف إلى أن يرسل وزير خارجية الكونغو رسالة ساخرة ممزوجة «بغضبة» إفريقية لزميله الألماني يقول فيها: «إذا لم تكتفوا بعد باعتذارنا فليس أمامكم إلا أن تأكلوا سفيرنا في بون!؟».
(الرأي)