.. الحرب على الإرهاب وعلى التخلف السياسي
طارق مصاروة
15-01-2015 04:44 AM
لم نذهب الى تظاهرة باريس لندافع عن مجلة تطبع خمسين ألف نسخة في بلد سكانه خمسة وستون مليون إنسان. فالحرية عندنا لها معنى آخر: أولها تقديرنا لشجاعة فرنسا في الوقوف ضد احتلال فلسطين في مجلس الأمن، وحياة ستة ملايين مسلم فرنسي.. وهي أولاً وأخيراً احترام نبينا ذي الخلق العظيم، وحامل رسالة الرحمة للعالمين.
قلنا دائماً إن الإرهاب الذي تجلبب بالإسلام كان دائماً في خدمة قوى الشر التي تفتك بأمتنا، وكان دائماً في خدمة الصهيونية.
إذ هو الذي تسبب في هجرة مئات آلاف اليهود وخاصة من بغداد ودمشق والقاهرة إلى الأرض المحتلة من فلسطين. وهو يقوم بالدور ذاته في باريس.
وقلنا دائماً أنه هو الآن الذي يمزّق أحشاء سوريا والعراق وليبيا واليمن. وهو الذي يجنّد الغرب بكل خلفياته الاستعمارية والامبريالية ليقيم الأحلاف ضدنا باسم انقاذنا، وليعيد تقسيم الوطن بعد تقسيمه البريطاني - الفرنسي. ولينهب خيراتنا فكم مرة سلّحنا جيوشاً عربية تحوّلت اسلحتها إلى خردة تباع لمصانع الحديد؟ وكم خربنا ضمائر مسؤولين في عمولات التسليح إلى الحد الذي لم نصدق فيه أنفسنا، فها هم مسؤولون عراقيون يكشفون أن إيران باعت المالكي كل أسلحة الخسمينيات من القرن الماضي بعشرة مليارات دولار، ويكشفون أن هناك خمسين ألف جندي وهمي يتقاضون رواتب خلال السبعة أعوام الماضية.. لكن حصيلتها تذهب إلى سياسيين وعمائم، ومرجعيات يتم غسلها في كل أنحاء العالم.
وكما كنا نرفع منذ مطلع القرن الماضي اعلام القومية العربية والوحدة والتحرر، فإن هناك أعلاماً سوداء ترتفع الآن بالذبح، وسبي النساء والأطفال، وبيعهم في أسواق النخاسة.. وطرد ملايين الناس من وطنهم ومن بيوتهم وحقولهم ومصانعهم ومدارسهم وجامعاتهم لأنهم لم يبايعوا البغدادي وقبله الزرقاوي وقبله ابن لادن.
نشدُّ على يد قائد الوطن وهو يمشي الطريق الصعب.. طريق العقل والكرامة والإيمان بهذه الأمة، وأديانها، وعاداتها وتقاليدها.. ونعلن وقوفنا معه في المسيرة المظفرة. فلم يبق إلا هذا الكيان المنصور في وسط تحيطه نار الإرهاب، والحقد والدمار.
وما أعظم الفادي والمفتدي!
(الرأي)