الاطاريف الحجرية .. و امانة عمان
عودة عودة
14-01-2015 02:50 AM
في جلسات ممتعة مع مهندسين معماريين معروفين يتالمون لتهتك اطاريف حجرية في عدد من شوارع عمان القديمة كاللويبدة والحسين وجبل عمان والاشرفية والتاج وغيرها شيّدت قبل حوالي سبعين عاماً وقبل أن نعرف الأطاريف الاسمنتية التي غزت ''عمان الجديدة'' في نهاية السبعينات وحتى الآن .
هذه الارصفة التراثية وأطاريفها الحجرية لو رآها الروائي المرحوم عبد منيف صاحب رواية ''سيرة مدينة'' (يتحدث فيها عن مدينة عمان في الثلاثينات والاربعينات) لبكى أطلالها، فأرضها محفرة وبلاطها مهشم كما ان حجارة أطاريفها مكسرة ومبعثرة هنا وهناك..وهدا كم هو مولم لاي مهندس معماري الدي هو اول مهندس في العالم ومن فن العمارة جاءت فروع الهندسة الاخرى ....
قبل سنوات ليست بعيدة تحدث المهندس المعماري حسني أبو غيدا (قبل ان يصبح وزيراً وكان نقيباً للمهندسين) بأسى ومرارة حول ''مصير'' هذه الأرصفة التراثية واطاريفها الحجرية اضافة الى لقاءات مماثلة مع عدد من المهندسين المعماريين المهندسين خالد البوريني ومحمود اكرم التل واحمد الغزوي. وعبدالله غوشة وآخرين ولنفس الغاية
مع تقدير الجميع لما تقوم به امانة عمان الكبرى الآن في العاصمة وعلى الأخص ما جرى في شارع الرينبو اعرق الشوارع في جبل عمان وغيرها من الأماكن وبهدف زيادة جمال وحسن بهاء العاصمة، وتعبير صادق عن مدى التطور والتقدم والرقي الذي وصله بلدنا، ولمدى احترام المواطنين ليسيروا بسهولة ويسر وأمان على هذه الارصفة وكذلك تشجيع المشاة للسير عليها واستعمالها وربما يساهم ايضا في تشجيع الكثيرين من مستعملي السيارات للتخلي عنها والذهاب سيراً على الاقدام فوق ارصفة جميلة مظللة لا يعيق حركتهم في شيء، مبلطة بصورة سليمة مع توفر مقاعد للاستراحة وفي اماكن متباعدة.
لكن...
لنا عتب كبير على ''الامانة''، لتناسيها تأهيل ''ارصفة تراثية'' معروفة وفي اكثر من موقع في العاصمة التي وجدت منذ امد بعيد قبل حوالي ثمانين عاما في بعض مناطق عمان واحيائها القديمة والتي تشكل ''تراثا حضاريا'' للعاصمة التي يجب ان نحافظ عليها بترميمها وبأسلوب علمي هندسي سليم يتفق مع عمرها وعمقها التراثي كما يجري في العديد من المدن الاوروبية حيث جرى المحافظة على صورتها وقبل مئات السنين ومنها باريس ولندن وروما ونيويورك وموسكو وبرلين وطوكيو وغيرها .