هبّت العاصفة كما كان متوقعا لها أن تَهُب,هَبّت وبكل ما أوتيت من حِنكة في خياطة الرداء الأبيض والمُزوّد بأزِرّة من أنياب الجليد حادة حَدّ قسوة الشوك إن غُرس في لحم وليد.
لكنها رغم إصرارها في العَصف, والهُبوب لم تتمكن من تحطيم سواعد البرتقال العمّانيّ رجال أمانتها, وما تمكنت من هزيمة بساطير الجيش الرؤوف في المدن وصاحب العين الحمراء على الحدود, كما جلبت معها كرم وانتماء "المناصير" الذي وضع كل إمكانيّته من آليات تحت تصرف الوطن, ولم تتمكن من النَيْل من شَيْب أمين عمان الوقور, وصَيّرَت من جامعة الإسراء على طريق المطار مضافةً, وفندقا للمسافرين الذين علقوا في الدرب ذهابا أو إيابا,وليس ثمة ما يدعوني للتغني في أفعال الأوفياء من رجال الدفاع المدني, فهم خُلقوا لمثل هذه الملمات...ألأطباء,والممرضات,والممرضين وجدوا من العاصفة فرصة سانحة لبذل ما في خزائن إنسانيتهم من تضحية,والجُند على الحدود حَطّموا جليد النَعَس بمهدّات يقظتهم ذوداً عن الحِمى,وأهل الحِمى.
هو الأردن على حقيقته لو كانوا يعلمون!.
أما بعد فليس ثمة ما يدعو المتفرغين المُستدفئين أمام مواقدهم لتوجيه العتب واللوم هنا,وهناك,ولمن زودوهم بنشرات جوية كجماعة "طقس العرب" أو جماعة "الأرصاد الجوية"
فشتاء هذاالعام طويل وقاس, وأربعينيّته لا زالت مولودة حديثا فاتعِظوا!!!.