تضامنا معكم ايها الفرنسيون فتضامنوا معنا
د.فخري العكور
10-01-2015 04:36 PM
وقف العالم العري والاسلامي كله وقفة تضامنية مع الحكومة والشعب الفرنسي في حوادث الاعتداء الهمجي الاخيرة على مدنيين في باريس والتي ادت الى مقتل العديد من المواطنين الفرنسيين على أيدي ارهابيين من خريجي السجون الفرنسية ولكنهم يحملون زورا اسم الاسلام , كما استنكر الجميع احتجاز الرهائن في احد المتاجر في باريس حيث كان معظم الرهائن من النساء والاطفال...
لقد استنكرت الحكومات العربية والاسلامية وزعماؤها وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني هذه الهجمات التي لا تمت الى الاسلام بصلة , كما استنكرت الجاليات الاسلامية في فرنسا واوروبا وامريكا هذه الاعمال التي تتناقض مع روح الدين الاسلامي الذي يحرم قتل الابرياء والاطفال والنساء او احتجازهم او تعذيبهم حيث تمثل ذلك لمن لا يعرف الاسلام في وصايا الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الموجهة الى قادة الجيوش الاسلامي.
ان ما حصل في فرنسا سيكون له تداعيات سلبية على كل الجاليات المسلمة في فرنسا والمانيا واوروبا كافة وقد بدأت الاحزاب اليمنية المتطرفة في هذه الدول باستغلال هذه المناسبة المؤلمة لتؤلب المجتمعات الاوروبية على المسلمين القاطنين في تلك الدول منذ عشرات السنين , فقد شهدنا حرق بعض المساجد في المانيا واطلاق النار على البعض الاخر في دول اخرى , كما لا يستبعد ان يقوم اللوبي الصهيوني باستغلال ما حدث لتأليب المجتمع الفرنسي ضد الرئيس الفرنسي اولاند وحكومته اللذان وقفا الى جانب فلسطين في مجلس الامن.
لقد احسن الرئيس الفرنسي اولاند عندما صرح في مؤتمره الصحافي البارحة غداة مقتل الارهاببين على يد الشرطة الفرنسية بان هؤلاء لا يمتون بصلة الى الاسلام مما احدث ارتياحا في اوساط الجالية المسلمة وكان بمثابة رسالة لليمين المنطرف بان لا يقوم باية اعمال انتقامية ضد المسلمين .
لكن الان, وبعد ان هدات العاصفة فان المطلوب من الحكومة الفرنسية وحكومات الدول الاوروبية اعادة النظر في قوانينها المتسامحة من وسائل الاعلام التي استباحت الاسلام ورموزه المقدسة كالرسومات المسيئة للرسول الكريم والتي استفزت المسلمين بشكل عام في العالم الاسلامي الكبير وداخل اوساط الجاليات الاسلامية في تلك الدول مما ادى الي قيام بعض المتطرفين من هذه الجاليات والذين لا يفهمون مبادئ الاسلام وسماحته بمثل هذه الاعتداءات, وهنا فاننا نستغرب لماذا تفعل القوانين الاوروبية عند المساس بالديانة اليهودية وما يسمى معاداة السامية او الهولوكوست وما يترتب على ذلك من عقوبات قضائية تصل الى حد السجن , في الوقت الذي تتجمد فيه هذه القوانين عند المساس بالديانة الاسلامية ورسولها الكريم بحجة حرية التعبير ...
انه حقا لتناقض كبير وعلى الحكومات والبرلمانات الاوروبية التخلص منه في اسرع وقت , لان الاستمرار فيه لن يوقف مثل هذه الردود القاسية من قبل بعض المسلمين .
ان عدد المسلمين في فرنسا يتجاوز العشرة ملايين مسلم , وقد حان الوقت لان يتمتع هؤلاء المواطنون الفرنسيون بكل حقوق المواطنة وان لا يصنفوا كمواطنين من الدرجة الثانية وان تعمل الحكومة الفرنسية على معالجة البطالة في صفوف شبابهم كي لا تقتنصهم شبكات المنظمات الارهابية من خارج الحدود مثل القاعدة وداعش وغيرها.
اخيرا فقد تضامن العرب والمسلمون معكم ايها الفرنسيون في محنتكم فتضامنوا معنا واوقفوا الحملات العدائية ضد الاسلام والرسول الكريم!!!