شعب محمول ومزاجه بالضرورة سلبي
شحاده أبو بقر
06-01-2015 03:08 AM
بعيدا عن الهم السياسي الذي يطغى على تفكيرنا نحن الاردنيين منذ فجرنا جراء الطابع العام لمنطقتنا ومشكلاته ، لا بد من الاشارة الى ان المزاج العام للناس الذين يصحون وينامون على اخبار الحروب والنكبات والقتل والدم وكل المفردات المزعجة ، مزاج سلبي بامتياز ، ويزيد الطين بلة نمط حياتنا الذي يفتقر الى الحركة وممارسة ابسط رياضات المشي مثلا ، فنحن تتغذى اجسادنا وعقولنا تباعا طيلة اليوم ولا فرصة في حياتنا لتفريغ الهموم وشحنات الكبت عبر الحركة ، وتتراكم تلك السموم المادية في اجسامنا وعقولنا وتنعكس آثارها السيئة على سلوكنا ونمط حياتنا عصبية وتوترا وضيق صدور ، وبالتالي تكثر مشكلاتنا وهمومنا ويتعر مزاجنا لاقل سبب .
في الغرب مثلا ياكلون اكثر منا ويعملون لساعات اطول منا ، لكنهم يتخلصون من الكبت والشحنات التى يجب الخلص منها عبر منهجية المشي عموما ، اما نحن فليس في ثقافتنا شئ من ذلك ، ونحن شعب محمول بعربات طيلة الوقت ، فالسيارة تنقلنا من عتبة البيت الي مكان العمل وبالعكس ، وقلما تجد بيننا من يمشي ، لا بل فبعضنا يرى في ذلك ترفا يمارسه نوع معين من الناس كالمرضى والاثرياء القلقين على صحتهم ، ولهذا نحن عموما نعاني المرض بكل انواعه ، ومزاجنا معكر باستمرار، وتكثر مشكلاتنا جراء التوتر والنرفزة لاتفه الاسباب ، والسبب هو الكبت المرتبط بنمط حياتنا .
حبذا لو تبادر البلديات والمدارس والجامعات الى نشر ثقافة المشي في اوساط مجتمعاتها ، ليمتد الامر الى سائر المؤسسات العامة والخاصة ، وذلك عبر دعوة الجميع للمشاركة في رياضة مشي في مناطق وجودهم بهدف الترويح والفائدة الصحية لتصبح هذه عادة وعن قناعة تامه ، لنرى كيف يسهم ذلك في تحسين المزاج العام للناس والرويح عنهم والتخلص تباعا من الكبت القاتل الذي يسمم نفوسنا واجسادنا كل يوم .
كل شعوب الارض تمشي وتتعب وتمارس الرياضات البسيطة المفيدة الا نحن الاردنيين وربما العرب عموما ، ولهذا نفوسنا مأزومة وأجسادنا عرضة للمرض في ظل الكسل والخمول والاخبار السيئة التي تتعب عقولنا ونفوسنا المتعبة اساسا جراء ما يجري في إقليمنا من حروب وويلات .
قد يبدو الامر غريبا للوهلة الاولى ، لكنه سيصبح جزءا من نمط حياتنا بمرور الوقت ، وسيكون من آثاره الطيبة تحسين المزاج وتخليص النفوس من كثير مما يلحق بها من ضرر وتأزم كل يوم ، ويتاج الامر الى جهة رسمية تبادر ولا تتردد ، فليس عدلا ولا هو بالامر المنطقي ان نظل شعبا محمولا من الصباح حتى المساء ، وعلى حساب راحة البال والصحة والرفاه الذي يحتاجه كل مخلوق حي .