هل ينسق الفلسطينيون معنا!
د. عدنان سعد الزعبي
05-01-2015 01:37 PM
هل يضطر محمود عباس الان للعودة لمجلس الامن للمطالبة مرة اخرى بالدولة الفلسطينية بعد ان تجرأ وذهب للمحكمة الجنائية واثار سخط وجنون قادة اسرائيل؟ وهل يدرك كذلك ان قرار مجلس الامن مرهون بالفيتو الامريكي؟ وهل عتبنا على نيجيريا الدولة الاسلامية بعدم تصويتها لمشروع القرار الاول في مجلس الامن يمكن النظر اليه بعيدا عن الضغط الامريكي او لسوء التنسيق والموقف العربي!. وهل تصويت فرنسا وعدد من الدول الاوروبية وصمت بريطانيا هو لعبة تكتيكية ام تغير على المواقف الدولية؟ وما هو الدور المطلوب حاليا القيام به امام هذا الزخم التفاعلي الكبير الذي بدأت تشكله القضية اللفسطينية خاصة وان العديد من قيادات العالم على دراية واضحة ان القضية الفلسطينية هي اساس التوتر الدولي باعتبارها محور الصراع الذي تمخضت عنه العديد من النزاعات الاقليمية وتشكلت بجرته الجماعات والفئات التي اتخذت من القضية الفلسطينية ذريعة تجاه سوء العدالة الدولية والكيل بمكاييل مصلحية وعدم الاعتبار للامتين العربية والاسلامية والسيطرة على ثرواتنا والهيمنة على قراراتنا وضعفنا الذي قادنا للتسابق لنيل الرضا على حساب السيادة والحرية والمطالبة بالقواعد العسكرية، خاصة بعد ان اصبح الخوف يرافق القيادات العربية واستطاعت لعبة الامم ان تزرع فتيل الفتنه ضمن سباق محموم لهدم الذات العربية كونها اصبحت نشوة وغريزة افرت ما نشاهده اليوم بين اركان الدوة العربية الكبرى؟! عنف وارهاب وقتل ودمار وخراب؟!
ولعل السؤال الاهم ماذا بعد؟ ولماذا ما زلنا نعول على قرارات واشنطن ومجموع قراراته السابقة واللاحقة؟، ماذا لنا في رحاب واشنطن ونحن نواجه وقوفها تجاه ريحنا واي قرار لنا؟ فنحن اذا قدرنا امريكا وتركنا لها اولوية التقدير والاحترام وفضلناها على الآخرين فمن الطبيعي ان نلقى حسن الختام الذي من شأنه الحفاظ على ماء وجوهنا الذي بددناه باهمال وتجاهل القرار الامريكي لكل مشروع لنا مرات ومرات رغم كل حقوقه ومنطقيته وسلميته, كيف تريد امريكا ان تقنعنا بكل فلسفة ومبادئ ونحن نرى وقوفها عند كل حاجز لاعاقتنا واعادتنا للخلف، وتدفع بنفوذها لاجبار نيجيريا الدولة الاسلامية للوقوف ضد القرار, خاصة وهي تواجه موقفا فرنسا وبريطانيا وسويديا مغايرا تماما؟! اليس ذلك عيباً سياسياً واخلاقيات سياسية مشكوك بها؟.. افلا يشكل ذلك عيبا في المصداقية السياسية لامريكا واحراجا كبيرا للانظمة المعتدلة وكفاحها نحو الاعتدال والتوازن ومكافحة التطرف والارهاب .؟!
ماذا على منظمة التحرير فعله الان؟ فاسرائيل حجبت مخصصات السلطة (130) مليون دينار وهي بذلك اعلنت الحرب على كل فلسطيني، بعيشه وامنه، وها هي تهدد بحل السلطة واجتياح الضفة، فاي سيادة تلك التي تنزعها اسرائيل باي لحظة؟، ولماذا تجبر اسرائيل الفلسطيني وقياداته نحو خيار التصعيد والانتفاضة من جديد باعتبارها الحل الوحيد امامه وهل ستنفتح الاراضي الفلسطينية لكل الخيارات وتحول فكر الصراع في سوريا وليبيا واليمن الى فلسطين وتصبح فرصة الخلايا النائمة لرفع شعار شرف الاقصى محركا نحو اشتعال المنطقة حيث ستجد اسرائيل نفسها الخاسر الاكبر!؟
ان الذهاب للخيار الثالث للجمعية العمومية للامم المتحده لطرح الموضوع مرة اخرى ووضع الامريكان واسرائيل في مواجهة مع العالم يحتاج الى تكتيك وتنسيق اكبر وجهد اعظم خاصة مع الدول العربية ومقدمتها الاردن .
للاردن مصلحة في الدفاع عن القضية الفلسطينية حيث تتطابق اجندتها مع الاجندة الفلسطينية وهذا يحتم المشورة والتنسيق الكامل، بحيث تبتعد السلطة وقادتها عن الحركات المفاجئة لان الاساس ان تكون الخطوات مدروسة بحكمة والاستفادة من تجربة الاردن وعلاقته مع العالم والثقة التي يتمتع بها الملك دوليا . وهنا لا بد وان نتحدث عن فلسطين الدولة والشعب الواحد لا الفصائل والحركات؟
فالتنسيق الكامل مع الاردن في سرائه وضرائه يحمل الطمأنينة والسريرة لاي فكرة فلسطينية او مقترح، وهنا فان الانطلاقة الثنائة نحو دور عربي بذاته سيكون ذا فائدة افضل وانجع، فكفى ما جرى ولنتحمل قادمنا بروح القوة والرجولة والشموخ .