أبو منصور عامل وطن في غزة ،وعنده خمسة أولاد و بالكاد يستطيع إطعامهم , وفي صباح أحد الأيام الذي لم يكن معه 2 شيكل بعملة الصهاينة و التي تعادل 30 قرشا أردنيا، حصل عليها من أصدقائه لشراء فطور له .ففي ذلك اليوم تعرض لإمتحان قل أن ينجح فيه الرجال.
أما شخصيتنا الأخرى فهو رجل موظف يعمل في شركة محترمه في غزة وهي شركة اليازجي وهذا الموظف فقد خمسين ألف دولار من أموال الشركة وهو في طريقه لإيداعها في البنك .
وقامت الشركة بإبلاغ البوليس عن تلك الحادثة ، وعند التحقيق أبلغ الموظف الضابط المختص , بأنه يتحمل مسؤولية فقدان المبلغ وذلك بعد قيامهم بكل الإجراءات المطلوبه من تفتيش السياره والمنزل وبقية الأمور الأخرى.
قال لهم الموظف بعد ذلك هذا رقم هاتفي لعل الله سبحانه وتعالى أن يظهر الحقيقه ،وذهب الرجل إلى بيته ودموعه تنهمر على خديه ألماً وحزناً على ما ألم به وكأن هموم الدنيا كلها حطت على كتفيه , ومع ذلك كان عنده أمل بأن الله سيظهرالحقيقه ويزيل هذا الهم و الغم عنه .
بعد ساعات قليلة رن الهاتف وكان قسم الشرطة هو المتحدث وقد طلبوا منه الحضور إلى القسم لأنهم تلقوا مكالمة هاتفيه من مواطن غزي أبلغهم فيها أنه وجد كمية من الدولارات، وعندما حضر الطرفان سأل البوليس الموظف عن مواصفات الأموال الضائعة فأعطاهم كامل مواصفاتها ، وتبين أن إجابته كانت متطابقة مع الموجود .
كانت المفاجأة المذهلة أن الرجل الذي وجد الدولارات فهو أبو منصور عامل الوطن الشريف العفيف المثال لكل عربيً ومسلم وانسان محترم ، وقد أذهلهم بعد إجابته على سؤالهم: لماذا أعدت الفلوس ؟وكانت إجابته: لقد تغلبت على الشيطان أمام الخمسين الف دولار.
رغم أنني لم أجد في ذلك اليوم قوت يومي ،لأنني لا أريد مطلقاً أن أطعم أولادي مالا حراماً، لإيماني
بأن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بالرزق، والأغرب أنه رفض قبول المكافأة الشرعية في مثل تلك الحالات .
هذه هي غزة الفقيره الجائعة و المحاصرة صاحبة العزة و الكرامه وهذا هو دين غزة وهذه هي أخلاق الغزيين.