تفكيك الدولة والمجتمع يبدأ بضرب الجيش وقوى الأمن!
طارق مصاروة
04-01-2015 03:39 AM
يختلف اللبنانيون في كل شيء, ما عدا تعاملهم مع الجيش والامن ومع ان اللبنانيين ليسوا قدوة لنا في الاردن, الا انهم نماذج لفشل السوريين والعراقيين والليبيين والمصريين في النظرة الى جيشهم.
ولعل هذا هو الذي ابقى لبنان على الحافة.. فلم يقع في حرب اهلية كالحرب التي اكلت الاخضر واليابس منذ عام 1975 الى عام 1992.
ومثلما كان السوريون يحلون المشكل بانقلاب عسكري يحفظ النسيج الوطني المدني من التفسخ, الا أن 28 انقلاباً ومحاولة انقلاب اضعفت مهنية القيادة. وفرضت على الشعب السوري قسوة «حكم العسكر» بأشكال وديكورات حزب البعث.. الذي لم يعد حزب البعث. ويكفي حكم مؤسسه بالاعدام في الوقت الذي تدرس فيه الكوادر مبادئ الحزب التي وضعها.
أمس طرأ جديد في المشهد على الحدود بين لبنان وسوريا. ففي جرود جبال لبنان الشرقية تسيطر قوات النصرة, والى حد ما داعش بعد طرد الجيش السوري منها.
ومع أن قوات حزب الله ترابط في القرى الحدودية الشيعية، إلا انها لا تجد سببا يدعوها الى التصدي لاغارات الارهابيين، واختطاف وقتل العشرات من جنود الجيش اللبناني، الجديد في المشهد ان الجيش اللبناني قام يوم الجمعة بمهاجمة تجمعات الارهابيين من «النصرة» داخل سوريا، ودمرتها بالاسلحة الثقيلة، وكان بيان الجيش ان هذا التجمع كان لواحد من سببين: انه لدراسة واعداد هجوم على الجيش، او انه لمبايعة قوات «النصرة» لخلفاء داعش ودولة الاسلام في العراق والشام.
والسببان يؤديان الى الاشتراك في الحرب الاهلية السورية، والى العمل داخل الارض السورية وهو ما يفعله عمليا حزب الله، لكن الذين يؤيدون الجيش يؤيدون خطوته الجديدة، والمعارضون لحزب الله يستمرون في دعوته للانسحاب من الحرب السورية.
عندنا تتذرع المجموعة التي تؤيد الارهاب من وراء ستار، باستغلال حادث الطيار الكساسبة لتستنكر الموقف الاردني من محاربة الارهاب، وتشكك بالجيش الاردني.. باعتباره يخوض حربا ليست حربنا.
والسؤال الاوحد المطروح: هل عدم استنكار جماعة الاخوان المسلمين لارهاب داعش والنصرة، هو تأييد غير معلن لهما؟ وهل تحريض مواطنين اردنيين على جيشهم هو الهدف الاخير؟
في مصر يعارض الاخوان النظام الجديد، بالطلب من اعضائه قتل افراد الجيش والامن، لاسقاط حكم العسكر، ومع ان نسبة التحريض على الجيش في الاردن لا تتوازى والتحريض على قتل رجال الجيش والامن المصري، إلا ان الهدف والوسيلة واحد، فأساس حكم الفوضى والارهاب، هو كشف ظهر الجيش الوطني، تماما كما فعل المحتل الاميركي الذي حل الجيش العراقي والامن، ووزارة الدفاع والداخلية، وكما اوصل جنون العظمة ببشار الاسد الى دفع الجيش الوطني لتدمير مدن سوريا، وقتل مائتي الف من السوريين وتهجير اربعة ملايين خارج سوريا وسبعة ملايين داخلها.
ضرب الجيش الوطني تحت اي مبرر هو الذي يفتح الطريق الى الفوضى وسيطرة الارهاب على مفاصل الدولة والمجتمع، وهذا ما يجري في كل مكان.
(الرأي)