مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم
شحاده أبو بقر
04-01-2015 01:39 AM
الثاني عشر من ربيع الاول من كل عام ، محطة مفصلية في تاريخ البشرية كلها ، يوم ولد رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم ، رحمة للناس كافه ، وهاديا وبشيرا ونذيرا مرسلا بإرادة الله سبحانه خالق الكون ومدبر أمره ، وداعيا الى الخلاص من حياة الظلم والظلام ، الى حياة النور والعدل ، ومن براثن الكفر والضلال ، الى واحات الإيمان الخالص بالله العلي القدير ربا لا رب سواه وحده لا شريك له .
لقد اكرمنا الله جلت قدرته بأن جعل رسول البشرية منا نحن العرب ، وجعل القرآن الكريم دستورا للمؤمنين ، به يهتدون ، وفي ظلاله يتصرفون ، فمن بطحاء مكة المكرمة حيث قسوة الطبيعة تفجر نور النبوة هاديا للبشر كافة اينما كانوا على هذا الكوكب العظيم ، اذ لا فرق بين عربي او اعجمي او ابيض او اسود إلا بقدر إلتزامه الأيماني بالله الواحد الاحد خالقا يعبد ، وربا يطاع ويرجى عفوه ، وتطلب جنته ، ويستعاذ من سخطه وعذابه .
هذا التكريم الرباني العظيم لنا نحن العرب ، يستدعي بالضرورة منا الشكر والحمد والعرفان من جهه، والمبادرة من جهة ثانية الى تقديم الانموذج الطيب العظيم لخلق الرسول الكريم ، وقد وصفه الله جلت قدرته بقوله ، وإنك لعلى خلق عظيم ، حيث لا ضلال ولا غواية ولا ظلم ولا تطرف ، وإنما رحمة وعدل ووسطية وإخلاص في القول والعمل ، وبما يسهم في إسعاد البشرية ويحقق لها التقدم والرفاه والحياة الافضل .
لو ادرك كثير منا نحن العرب عظمة هذا التكريم الإلهي العظيم ، لأستبانوا حقيقة ان الله سبحانه وتعالى القى على كواهلنا مهمة عظيمة اراد لنا من خلالها ان نكون مشاعل نور تهدي البشر عبر الدعوة الراشدة في جانب ، وتقديم القدوة الحسنة التي تهوي اليها الافئدة في جانب آخر ، لكننا ولسوء الحظ نقدم او كثير منا في هذا الزمان المثل غير المراد ، وعلى نحو اسهم في تشويه صورة الاسلام العظيمة النقية في عيون كثير من غير المسلمين ، وفي هذا سلوك شاذ يستثمره اعداء الاسلام سلبيا ، لمزيد من التشويه والإساءة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله ، نقف مبتهلين الى المولى سبحانه ان يهدينا سواء السبيل ، وان يجعلنا ممن يتمسكون بسنتك ، وان يوفقنا لما فيه مرضاته جل في علاه ، وان يرحمنا ويغفر لنا خطايانا ، ويأخذ بايدينا الى العمل المخلص الصادق الخالي من النفاق وسوء الاخلاق ، انه نعم المولى ونعم النصير ، والحمد لله رب العالمين ، وهو سبحانه من وراء القصد .