هل تآمر الفلسطينيون على أنفسهم؟
رجا طلب
03-01-2015 02:12 AM
محزن لحد السواد المبكي هذا الذي يجري للقضية الفلسطينية ولتلك المسارات التي تُؤخذ لها، وتسير فيها وبخاصة المسار الذي أطلق عليه "تدويل القضية الفلسطينية" أي تحويل القضية إلى مسالة سياسية بحتة "منزوعة النضال" بكل أشكاله، من التظاهرات بالصدور العارية أمام الحواجز الإسرائيلية، مروراً برمي الحجارة وصولاً إلى استخدام السلاح، فمن المراهنة علي عضوية دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة إلى المراهنة علي دخول المنظمات الدولية التي يمكنها محاسبة الغطرسة الإسرائيلية وأخيراً "بدعة" الحصول علي دولة مستقلة من خلال مجلس الأمن.
الحصيلة لنهج تدويل القضية الفلسطينية هي "صفر مكعب"، وفي معركة مجلس الأمن الأخيرة اختلطت الأوراق بطريقة أفضت إلى نتيجة غريبة للغاية، وهي الاعتقاد بأن "الفلسطينيين تآمروا علي أنفسهم"، حتى أن بعض السياسيين والكتاب والمعلقين والإسرائيليين طرحوا السؤال إياه "هل تآمر الفلسطينيون علي أنفسهم؟ ولماذا؟.
إن من أبرز النقاط المثيرة للتساؤل في قضية خسارة فلسطين للحصول علي تأييد من المجلس علي دولة مستقلة ما يلي:
أولاً: لماذا لم تنتظر السلطة الفلسطينية ليوم الخميس حيث كان من المعروف أن تركيبة المجلس ستنقلب لصالح فلسطين، حيث كانت ستحل أنغولا وماليزيا وفنزويلا محل رواندا وكوريا الجنوبية والأرجنتين. وللدول الثلاث الأخيرة ولا سيما ماليزيا وفنزويلا علاقات سيئة جداً مع إسرائيل؟ وهو التوقيت الذي نصحت دول عربية عديدة السلطة الفلسطينية بعدم الاستعجال به، إلا أن عباس شخصياً أصر علي تقديم الطلب في تركيبة ليست مضمونة مائة بالمائة.
ثانياً: كان واضحاً أن واشنطن لن تضطر إلى استخدام حق النقض "الفيتو" وقامت بالتصويت بالرفض، وهو أمر يظهر أن تنسيقاً ما فلسطينياً – أمريكياً – إسرائيلياً تم التوافق عليه على أرضية أن لا يمر القرار، وأن لا تستخدم واشنطن الفيتو، لكي لا تكسر الجرة بين واشنطن والسلطة الفلسطينية، وكأن الرفض الأمريكي في داخل المجلس لا يساوي الفيتو.
ثالثاً: لم يظهر إلى الآن رد فعل فلسطيني قاسياً وقوياً ومباشراً علي رفض مشروع الدولة المستقلة بمجلس الأمن، والتهديد إياه وهو المصادقة علي ميثاق روما من أجل الحصول علي عضوية فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية من أجل محاسبة إسرائيل على جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني مازال إعلامياً وليس عملاً فعلياً، فالعجز عن فعل هذه الخطوة التاريخية لدى السلطة الفلسطينية بات واضحاً بصورة من الصعب إخفائها أو عدم رؤيتها.
لدى البعض داخل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية قناعة تامة بأن الرئيس أبو مازن يريد إيصال الأمور إلى حافة "اليأس" في معادلة باتت واضحة المعالم، فلا السماح بانتفاضة ولا العمل الجدي علي مواجهة إسرائيل قانونياً أمام المنابر الدولية، ولا وقف للتنسيق الأمني معها، وفوق هذا وذاك استمرار التفاوض بلا جدوى لأكثر من عقدين من الزمن.
وهل هناك مؤامرة أكبر من ذلك؟؟
24.ae