كثُر الكلام حول موضوع الطيار الأسير معاذ الكساسبة و المصير الذي ينتظره بين يدي تنظيم ( داعش) ، و رأى البعض أنه زاد من التحام الأردنيين و وحدتهم ، في حين رأى البعض الآخر كثرت الاختلاف في الآراء بين فئات الشعب من قائل أنه كان ضحية حرب لا ناقة للأردن فيها و لا جمل .....و هو بالتالي مسؤولية الدولة و خطأها ، و قائل آخر يرى أن الموضوع مبالغ فيه إعلاميا مقارنة بقضية مقتل القاضي زعيتر الذي اغتالته يد الاحتلال ظلما و هو إنسان مدني أثناء قيامه برحلة لا علاقة لها بحرب أو قتال !!!
كل ما سبق صحيح و أكيد ، لكنه بمجمله لا ينفي إنسانية الموقف العصيب الذي يمر به معاذ ابن الأردن الذي أُسر أثناء أداء واجبه و تنفيذا لأوامر قادته ، فهو لا يستحق أن يُلقى عليه لومُ من معارضي مشاركة الأردن في الحرب ضد داعش ، لأنه ببساطة جندي يؤدي واجبه كما تعلمه و كما أقسم على أدائه ، و هذا فخر له لا معيبة عليه ، و إنسانية قضية القاضي زعيتر الشهيد و استشهاده على يدي جنود الاحتلال ظلما و ببهتانا ، لا تنفي بالضرورة إنسانية موقفنا مع معاذ و هو شاب في مقتبل العمر ترك زوجة و أهل يعانون فراقه و الخوف في كل لحظة على مصيره .
كلنا معاذ ، و كلنا القاضي زعيتر ، و كلنا الأردن ، و كلنا ضد أي اعتداء على وطننا أو على أبنائه ، و كلنا مع أفراد القوات المسلحة الدرع الذي يحمي الوطن و يحيطه بسياج منيع في منطقة مشتعلة بشتى أشكال الحروب من طائفية و أهلية و غيرها ............ فلا أقل من الوقوف مع معاذ لأنه يمثل موقفنا من جيشنا الذي يستحق أفراده _ أبناءنا _ منا جميعا كل احترام و تقدير و محبة .