facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الإيجابية تفاؤل والسلبية تشاؤم


شحاده أبو بقر
31-12-2014 07:10 PM

عندما تكون راحة البال هي العنوان الابرز للحياة ، فإن ذلك يعني أن الناس الإيجابيين كثر والسلبيين قلة ، والعكس صحيح تماما ، ولو أدرك الناس سمو الغاية لوجودهم في هذا الكون لما كان بينهم شقي ولا محروم ، فالله سبحانه وتعالى كرم ابن آدم واكرمه اكثر من سائر مخلوقاته على هذا الكوكب ، واسجد الملائكة ل سيدنا آدم عليه السلام ، وأراد للانسان ان يكون عنصرا إيجابيا مهمته إعمار الارض والاسهام في إسعاد البشرية كلها ، ولهذا ارسل الرسل لهداية البشر وإرشادهم الى السلوك القويم في هذه الحياة .

مشكلة البشر هي حيادهم عن جادة الصواب وتفشي المظاهر السلبية في سلوكهم ، ومن هنا بدأ الصراع على الدنيا ومغانمها ، حتى غدا الانسان في الاعم الاغلب مصدر شقاء لاخيه الانسان ، بدل ان يكون مصدر سعادة وراحة بال . وفي مجتمعاتنا النامية على وجه الخصوص ، يتدخل الواحد منا في حياة الآخر سلبيا ودونما مبرر ، فلا الاول عاش ، ولا هو ترك الآخر يعيش بأمان وطمأنينة وسلام ، وعندما تبحث عن مبرر وجيه لهذا نمط حياة لا تجده ، وإنما هو حب النكد لا اكثر ، عندما يجد بعضنا سعادته الوهمية في شقاء غيره ، وعلى نحو تسود فيه السلبية في القول والعمل ، وتنعكس آثار ذلك على الاوطان والمجتمعات ، وتمضي الحياة كذلك وتهدر الاعمار وبعضنا لا يجد يوما اخضرا في حياته ، والسبب هو تدخلات الفضوليين الذين أخذوا على عواتقهم تنكيد حياة الآخرين بدافع الطمع والجشع والحسد وسوى ذلك من سلوكيات سلبيه .

لو حاولنا نحن الاردنيين مثلا ان نجرب وليوم واحد مثلا ان نتحلل تماما من كل سلبية وان نكون إيجابيين في تصرفاتنا كلها ، وامتنعنا عن اي تدخل سلبي في حياة بعضنا البعض ، وتصالح كل مخاصم مع خصمه ، وتوقفنا بالكلية عن الغيبة والنميمة والحسد والشتيمة والاتهام والغضب والطمع والإستئثار ، وجربنا عوضا عن ذلك الاحترام والمودة والتعاون والتقوى والكلم الطيب والتسامح والعفو والاخلاص ومقاربة كل القيم الجليلة والجميلة في هذه الحياة ، نعم لو إتفقنا وبقرار موحد على ان نجرب ذلك مدة اربع وعشرين ساعة بالتزام تام وابتعدنا عن كل خلق سئ ، لتمكنا من إصلاح معظم شؤون حياتنا ولبدأنا بتذوق طعم راحة البال والسعادة والسكينة ، ولاكتشفنا ان لا شئ في هذه الحياة يستحق ان يشقي بعضنا بعضا ، ولاحسسنا بالراحة على أصولها .

يملك كل رب اسرة وافرادها وكل صاحب عمل والعاملون لديه او تحت إدارته وفي كل مرافق الحياة الاردنية ان يجرب ذلك ليوم واحد ، ليرى الفارق الهائل بين ذلك اليوم وسابقه ، فهذا الوجود الرباني العظيم يتطلب من كل موجود عاقل ان يكون إيجابيا لا سلبيا ، وهذا هو الاصل وما عداه هو نقيض الغاية الاسمى للوجود كله ، والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :