معاذ الكساسبة .. و قضايا الأمن الوطني ..
المحامي خلدون العجارمة
31-12-2014 07:08 PM
على الرغم من المحنة التي نعيشها هذه الأيام فيما يتعلق بسقوط الطيار معاذ الكساسبة بين يدي ما يسمى بتنظيم الدولية الاسلامية في الشام والعراق(داعش) ، والذي ندعو جميعنا أن يفرج الله كربه وكرب كل الاردنيين. فإن المحنة الاكبر ما يعيشه الاردن من عشوائية استعراضية سياسية من بعض مبتدئي السياسة كشفتها الايام التي تلت حادثة سقوط الطائرة.
أن الظروف الدولية والاقليمية تشهد حالة من الفوضى العارمة وخصوصاً دول العالم العربي ومنها ما يملك حدوداً مع الأردن ( سوريا، العراق)، وما نشهده من وجود تنظيمات مسلحة داخل هذه الدول وتملك قوة موازية لدول الاقامة، وفجائية ظهورها وسرعة انتشارها وتحركاتها الغير متوقعة.
حفظ الله الاردن، ولكن لم يعد من السهل توقّع مستجدات الوضع الأمني الاقليمي، ولا نتمنى لبلدنا سوء ولكنا جزء من تحالف دولي لمكافحة الارهاب مما يعني اننا فعلياً جزء من حرب، وحسماَ لمسألة انضمامنا لحرب مكافحة الارهاب، يقيناً لم ترغب الاردن يوماً بالانظمام أو المشاركة لكنها السياسة الدولية الجديدة وضغوطاتها، و كبلد حدودي لدول اقامة الارهاب مصحوباً بوضعنا الاقتصادي يجعل من خيارنا دخول مثل هذه الحرب خياراً وحيداً.
من يدخل الحرب يتوقع الأسواء ( لا سمح الله)، ولكن حادثة وقوع طائرة كشفت مدى هشاشة الحكومة وتخبط تصريحاتها، " كلنا معاذ" ولكن من الناحية العسكرية ومقارنة بحرب دولية على الارهاب كان يفترض على الحكومة وضع خطة مسبقة للتعامل مع مثل هذه الحادثة وتجنب الظهور بمظهر " غايب الفيله"، لانها حرب ولا حرب بدون خسائر.
ان قضية اعادة الطيار معاذالكساسبة هي قضية أمن وطني، وأن قضايا الأمن الوطني يتم التعامل معها من خلال أجهزة معينة وفي اطار سري ومحدود ، وهو ما يستوجب على النواب التعامل معها على هذا الاساس وعدم الخوض في مثل هذه القضايا والابتعاد عن الاستعراض السياسي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
جلالة الملك، الجيش العربي، المخابرات وباقي الاجهزة العسكرية، قلاع الوطن الصامدة، وبخبرتنا الطويلة بات لا يخفا علينا انه ومنذ سقوط الطائرة هنالك عمل صامت ومنظم سواء على المستوى السياسي أو العسكري وتحت الاشراف المباشر لجلالة الملك لتحرير الطيار الاسير.
تتطلب علينا المرحلة الفهم العميق لمصطلح الامن الوطني والتعامل معه، واسناد المهمة للجهة المختصة وعدم التشويش عليها، أما آن لنا أن ندرك أننا نعيش حالة حرب!!!!!