* تشاؤم..
يرحل عام ويجيء آخر ولا يبدو أنّ شيئاً يتغير.إنها فقط فواصل رقمية بين أحداث سيئة. أيام تصفعك بفظاظتها مرة إثر مرة. عمرٌ ينقص فينا بينما تزداد فيه أعباؤنا وَيثقل كاهلنا بأخبار وحوادث لا فائدة في أن تقايضنا بما يسرّ البال وينزع عنا وعنها غمّة الحال.
ننضج في الجليد لأن الشمس غائبة، وننهمك بادعاء حياة لا تشبه أحلامنا في شيء.
وما أشبه هذه الليلة بالبارحة، فكلّ الأبواب تفضي إلى بعضها،لكننا نبالغ اضطراريّاً في الاستعداد لسنة جديدة قبل أن نضطرّ للاستعداء، ونحاول يائسين أن نكسبها صفات هي أثقل من قدرتها على العطاء. فهل يقدر فرحها المثقوب على كفكفة الأحزان وتغيير الأحوال!.
* تفاؤل..
لقد امتدّ ليلنا حتى تألّقت الدّروبُ هذا الصّباح. نقف على شرفات عام لا زال نديّاً ، ونستفيق ممتلئين بصباحات عذارى تتسرب فيها شرائط النور من شقوق السماء.
إنها الفرصة كي ننفض التعب ونقنع أنفسنا بجدوى الجديد ونتآلف مع الحياة، أن نأخذ أنفسنا خارج حدود الذات لنتعرف إلى شخصنا الذي لا يشبهنا.. جديدون مليئون بالأمل،قابضين على النسائم الطرية لفجر جديد راغبين في عبور طرقاته حتى نهاياته الفاصلة.
نعيد في الفجر تدوير حبنا للحياة، ونذهل بقدرتنا على ممارسة فعل السعادة من جديد، محتفظين بآخر قطرات المرونة في مفاصلنا.
يا أملاً يركض في دواخلنا، ما أحلى بيادر صباحك وهي تغسل نوافذ الدّور من بقايا العتمة، ما أحلى بيادر صباحك وهي تجلي القسوة عن أغلفة القلوب.فهل تتفتّح الأزهار الكامنة فينا؟.
* «تشاؤل»:
فتحنا الشّباك لعلّ تيّاراً هوائيًّا يحمل لنا قدراً سعيداً. وفي ترحابنا المندفع، تبدو الفرصة ثمينة للعام الجديد ليقحمنا في شؤون لا شأن لنا بها. فهو يفرض حضوره حتى قبل قدومه، نستقبله كقشّة يتعلق بها الغريق وندعوه ليقيم بيننا، شروقاً وغروباً، قبل أن نصبّ عليه لعنتنا.
مهزومون ومنتصرون في آن معاً ، ونحن ندرك تماماً أن الزائر يحمل لنا ما يريده هو ما لا نريده نحن. يهدهدنا فوق عطائه ويصعقنا بصقيعه، يحبّنا حتّى آخر اللغة، ويثور فينا كنهر غاضب.
أيها القادم اللّدود.. في صدرنا مزرعة من الحزن فكن سخيّاً بالحياة. كلّ الدروب تأخذنا إليك ولا ندري إلى أين أنت تأخذنا. الرأي