صدر تقرير آفاق الاقتصاد العالمي لعدد تشرين أول 2014موضحا أن الاقتصاد بدأ يتعافى في 2014وسيستمر هذا التعافي في 2015ايضا ,ولكن تحسنه بدأ طفيفا وذلك بدعم من السياسات النقدية العالمية .

لكن النمو لم يصبح قويا بعد في مختلف أنحاء العالم , ولا تزال ثقة الاعمال والمستهلكين ضعيفة في العديد من المجالات , مما يعكس عدم اليقين ازاء تعافي الطلب والقلق من احتمال المعالجة غير المتوازنة لخلل الميزانيات العمومية في البنوك والشركات .

لا يزال هذا الانخفاض في الثقة يعيق زيادة التقدم في الاقتصاديات , مما يحدو بالشركات الى التردد في زيادة استثماراتها الرأسمالية , على الرغم من تحقيقها نموا معقولا في الايرادات وامكانية حصولها على تمويل باسعار فائدة منخفضة .

تتضافر الآن اجراءات معالجة الخلل في الميزانيات العمومية مع اجراءات السياسة النقدية لبناء آفاق اكثر اشراقا للنفقات الرأسمالية ولكن الآفاق المتوقعة غير متفائلة .

الاسواق اصبحت عرضة للصدمات وتهدد الاستقرار المالي اذا ما تركت دون علاج .

هذا مع العلم ان اكبر عشر شركات عالمية لادارة الاصول تتولى اصول تزيد قيمتها على 19تريليون دولار , وهذا الاحتكار والتركيز يضعف بقية الاسواق ويزيد عدد المستثمرين الذين يرغبون مغادرة الاسواق .

ان سيطرة الدول الكبرى على رؤوس الاموال وعلى المواد الخام المنتجة في الدول التي يسيطرون عليها تحقق لهم الوبال والدمار.

يلاحظ ان الحرب العالمية الثالثة قد بدأت, وبدايتها الحرب الباردة بين مصالح الغرب والشرق ولكن باستخدام الشعوب الاخرى ومقدراتهم .
فها هم يلعبون باسعار النفط , المنتج معظمه من مناطق الشرق الاوسط , وذلك للضغط على روسيا وايران , كما ان الخاسر الاكبر هي مناطقنا العربية التي تمتلك النفط , وعلى الرغم انها حليفة للغرب ولكنها تنفذ التعليمات بكل دقة ودون اعتراض ولو كانت ضد مصالحهم .

الحرب ضد تصدير الغاز الروسي لاوروبا من خلال سوريا , والرغبة باستبداله بأنبوب قطري, وسيطرة اسرائيل على غاز البحر المتوسط وادعائها انها تملكه وتبيعه دون وجه حق, مستغلة ضعف الانظمة المجاورة ودعم امريكا لها على جميع الاصعدة .

في اتجاه آخر يلاحظ ان مؤسسات اعلامية كبرى تتجه الى تسريح عدد من موظفيها وذلك في ظل الركود الاقتصادي الذي يعيشه العالم , وما يحيط به من ارتفاع في الاسعار والنفقات , وما يترتب عليه من انخفاض العوائد المالية في قطاعات الاعمال الخاصة والعامة, واكثر هذه المؤسسات هي المؤسسات الاعلامية الكبرى ,منها هيئة الاذاعة البريطانية,بي بي سي, وشبكة سي ان ان الامريكية وصحيفة نيو يورك تايمز وغيرها .

لقد أعلنت شركة تيرنر برود كاستنج المسؤولة عن قنوات تلفزيونية مملوكة من مجموعة تايم وورنر الاعلامية الامريكية والتي تتبعها شبكة سي ان ان انها ستسرح 1475موظفا اي نحو 10%من موظفيها .

قالت سي ان ان حصتها من هذا القرار هي 300وظيفة , مشيرة انها في آب الماضي قد اطلقت برنامجا للتقاعد المبكر للموظفين البالغين 55عاما فما فوق ومع هذا فهناك 170موظفا سيتم تسريحهم .

الوظائف التي سيتم الغاءها ستكون على كل المستويات ,سواء في قنوات الاخبار والترفيه والرياضة والاعمال او حتى في قنوات الاطفال والشباب ,وعلل جزء من الشبكات بتقليص عدد الموظفين لاقبال الجمهور على استخدام وسائل الاتصال الحديثة وعدم الاعتماد على الوسائل التقليدية وكذلك خوفا من انهيار تلك المؤسسات اقتصاديا .

أعيد للذاكرة بأننا 350مليون عربي ونيف ودخلنا القومي يزيد عن ا تريليون دولار سنويا ومعظمنا دول نفطية يحتاجه العالم كله ,فلو حافظنا على مقوماتنا وانتاجنا وتكاملنا بوحدة اقتصادية لاصبحنا قوة لا يستهان بها ومنعنا من يعتدي علينا ويتحكم بنا ارضاء لمصالحهم ها هي الدول العربية تمزق وتقسم لسلب خيراتها وانتاجها لتشغيل مصانع الغرب لتمكينهم من انتاج السلاح لمحاربتنا وشرذمتنا .

وحدتنا الاقتصادية هي التي تحمي أجيالنا وتنمي قدراتنا وتبعد اعداءنا عن الطريق .

النفوس المتفائلة وحدها هي التي تمضي نحو مرادها بثبات ويقين وهدوء , وهي التي يأنس من حولها بها ويميلون اليها حين يتملكهم اليأس .

قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه :
اياك تجني سكرا من حنظل فالشئ يرجع بالمذاق لأصله