«الإخوان» و «داعش» والتنظيمات الإرهابية
صالح القلاب
28-12-2014 05:20 AM
ينسى الإخوان المسلمون أنهم حاربوا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإتجاهات القومية واليسارية التي ظهرت في أربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي تحت راية بريطانيا وأنه كان لهم مكتب في الخارجية البرطانية في لندن أداره صهر حسن البنا «الشيخ المجاهد» سعيد رمضان وهم ينسون أيضاً أنهم قاتلوا في وادي خيبر وفي جبال أفغانستان تحت العلم الأميركي «علم الإستكبار العالمي» لإسقاط ما إعتبروه أنظمة شيوعية في كابول ودحْر القوات السوفياتية الغازية على أساس معادلة: «عدُّو عدوي صديقي» التي يرفضونها الآن.
وهكذا فإنه ليس غريباً ولا مستغرباً أن يستغل «الإخوان» ظرفاً طارئاً وحَّد مواقف الأردنيين كلهم وإستقطب عواطفهم النبيلة تجاه ما حدث مع الطيار العسكري الملازم أول معاذ الكساسبة ليجددوا بيعتهم لتنظيم إرهابي هو تنظيم «داعش» الذي بأفعاله الإجرامية أساء إلى الدين الإسلامي السمح المتسامح ،أكثر كثيراً مما أساء إليه أعداؤه التاريخيون باسم الخوف على هذا البطل الذي كان في مهمة وطنية عظيمة ومهمة إسلامية شريفة والذي تحلقت حوله أفئدة أبناء الشعب الأردني منذ لحظة ما حصل معه وحتى الآن.
لم يصدر عن الإخوان المسلمين ولا عن تنظيمهم الدولي ولا عن مرشدهم الأعلى أي موقف رافضٍ لــ«القاعدة» وأفعالها ولــ»داعش» وما تقوم به من جرائم ضد الإسلام والمسلمين بل وهم عندما يلوذون بكل هذه المواقف الرمادية و»يجددون» رفض «أي مشاركة» في التحالف الدولي ضد التطرف وضد هذا التنظيم الإرهابي بحجة أنَّ الولايات المتحدة هي التي تقود هذا التحالف فإنهم في حقيقة الأمر يتناسون قتالهم و تحت الراية الأميركية في أفغانستان وجهادهم ضد حركات التحرر العربي القومية واليسارية تحت الراية البريطانية.
إن المفترض أن «الإخوان» يعرفون أن الذين أدموا قلوب الأردنيين في عام 2005 بإستهدافهم ثلاثة فنادق في عمان وقتلهم أكثر من ستين بريئاً من بينهم نساء وأطفال هُمْ آباء هذا التنظيم الذي لم يقتل ولا أميركياً ولا إسرائيلياً واحداً والذي إستباح حرمات المسلمين ودماءهم وأعراضهم وشوه صورة الدين الإسلامي بأفعاله المشينة … إن المؤكد إنهم يعرفون هذا كله لكنهم لايدينونه لأنهم في حقيقة الأمر يعتبرون «داعش» و «النصرة» و «القاعدة» و «خراسان» تنظيمات جهادية وأنهم يقفون معها على أرضية واحدة.
لقد كانت المواجهة مع «القاعدة» ومع كل التنظيمات الإرهابية المتعددة الأسماء والمسميات مبكرة جداً ولقد أضطر الأردن لخوض جزء من هذه المواجهة بالذهاب حتى إلى أفغانستان فخسر واحداً من خيرة ضباط أجهزته الأمنية والآن عندما ينضم بلدنا إلى هذا التحالف الدولي الذي يضم عشرات الدول الرئيسية في العالم فإنه لم يفعل هذا للدفاع عن أميركا ،كما فعل «الإخوان» في أفغانستان، وإنما للدفاع عن الأردنيين وعن مقدراتهم وليقطع الطريق على جريمة جديدة كجريمة عام 2005 وليحارب هذا التنظيم بعيداً عن حدود بلدنا التي حاول إختراقها مرات عدة والذي لا يزال يحاول إختراقها بطرق وبأساليب متعددة.
إن الواضح أن قلوب الإخوان المسلمين وسيوفهم أيضاً مع هذا التنظيم ومع «القاعدة» ومع الإرهاب الذي دأب على تشويه الدين الإسلامي وتأليب العالم كله عليه والدليل هو أنهم يتخذون كل هذه المواقف الرمادية المواربة تجاهه وأنهم بدل إدانته وإدانة جرائمه يهربون إلى «التلطي» بكيل الشتائم للولايات المتحدة التي كانوا قد تفانوا في خدمتها لسنوات طويلة