بلدنا اليوم في محنة تحد لا جدال في هذا ، والمطلوب وطنيا وأخلاقيا وإنسانيا في هكذا ظروف ، أن نكون جميعا مع الوطن ولا شئ غير الوطن ، في وقت لا يحتمل أدنى حد من التلاوم او التردد في أن نكون مع الوطن ، وإلا فنحن وبوضوح لا لبس فيه نخذل بلدنا في وقت شدة لا جميلة فيه لاحد على أحد ، إلا بقدر ما يمارس ألإنتماء للاردن الذي لا ظل بعد الله العلي القدير سواه .
عندما يكون البلد في محنة كما هو ألآن عطفا على قضية الطيارالاردني معاذ الكساسبة فك الكريم أسره ، يتلاشى وينتهي تماما أي حديث عن معارضة او ملامة ، ولا يعود في فضاء الوطن وأرضه وماؤه مكان أو متسع لشئ من ذلك ابدا ، إذ الجميع مطالبون وبوضوح لا لبس فيه كذلك ، ببذل الموقف الوطني الصريح مع معاذ واسرته وعشيرته ومع الوطن كله ، وصولا الى عودته سالما الى اهله بعون واحد احد لا معين غيره ، وأي تردد عن بذل هذا الواجب في مثل هذا الوقت العصيب ، هو خذلان وتشف وقعود عن المعركه .
ندرك أن الدولة بكل اجهزتها الرسمية السياسية والعسكرية والامنية وسواها ، تواصل جهودها من أجل ضمان عودة معاذ سالما بإذن الله ، ونتمنى لهذه الجهود التي يقودها جلالة الملك أن تنجح ، وندرك في المقابل أن كل أردني وكل أردنية مطالب اليوم بالوقوف المشرف مع هذه الجهود ، فلا بد لمعاذ من أن يعود بعونه تعالى ، ولا بد لنا من فحص سائر المواقف من حولنا وعلى صعيد العرب والإقليم كله ، لنرى من هو معنا في هذه المحنه ومن لا يبالي ومن هو في الخندق الآخر ، كي نحدد مسارنا في المستقبل ، خاصة وان الاردن لم يكن يوما إلا مع أهله وجميعا ، ولطالما قدم التضحيات تلو التضحيات وما زال ، ومن حقنا اليوم أن نرى الجميع وبلا إستثناء ، معنا وإلى جانبنا وبصدق لا مجرد رفع عتب ، حتى تزول هذه المحنة بإذن الله .
محنة الطيار الاردني درس عميق نسأله تعالى ان تنتهي على خير ، فلم يعد ممكنا ولا مقبولا أن يبقى الاردن دون سواه مضحيا من اجل الآخرين ، ومتحملا لكل التبعات وحيدا ، في زمن ترهق فيه كاهله الديون ونقص الموارد ومخرجات نزوات العرب وإقتتال العرب والعرب وتقاطعات مصالح الكبار والصغار في هذا العالم .
معاذ الكساسبه قضية كل الاردنيين بلا إستثناء ، وقضية كل العرب والمسلمين والمنصفين في هذا العالم ، ومن هو معنا اليوم هو الاخ الاقرب ، ومن ليس معنا لا مكان له في قلوبنا الى الابد ، أما من يلوم او يتشفى او هو سعيد بمحنتنا ، فحسبنا به الله العلي القدير ، ولننفض عنا عناء الحياء والمجاملات التي ارهقتنا طويلا ، لنطالب بحقنا في الدعم الصريح الذي ينهي مأزقنا الاقتصادي وجله بذنوب غيرنا لا بذنوبنا ، ونتيجة تحملنا مخرجات سلوك غيرنا ، وتضحياتنا التي لا تنتهي من أجل غيرنا .
نسأله تعالى ان يفك اسر معاذ ، وان يوحد صفنا دوما حفاظا على سلامة بلدنا وأمنه وإسقراره ، وأن يعيننا على مواجهة ما يعترض سبيلنا من مصاعب وتحديات ، وان يوفقنا لما فيه مرضاته سبحانه وتعالى ، في هذا الزمان الذي لا عنوان له غير الفوضى والقتل والدم والدمار والتشرد والجراح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهو جل في علاه من وراء القصد .