من يهندس الانتخابات الأميركية .. ؟
عودة عودة
27-12-2014 07:13 PM
كم نقوم نحن معشر الصحفيين في هذا العالم بهدر سيول من الحبر المراق في معارك إنتخابية وغير انتخابية خاسرة رُسمت نهايتها مسبقاً في الفنادق والمطاعم الكبرى والفيلات الفخمة.. ولا نستطيع تحويل خط سيرها قيد أنملة..!
من تجربتي ولسنين طويلة في تغطية الانتخابات النقابية كان يجري مثل هذه (الخدع) من قبل (عرابي) هذه الانتخابات وهم في غالبيتهم أصحاب مستشفيات وأصحاب مكاتب هندسية كبرى ومقاولون كبار للإنشاءات وأصحاب مستودعات أدوية وأصحاب مكاتب كبرى للمحاماة..!
ففجأة أثناء سير عملية الانتخاب يجري (الصب) للأصوات لصالح مرشحين للنقيب وعضوية المجلس وخلافاً للتحالفات المعلنة حول قائمة موحدة أو مختلطة..
مناسبة هذا الكلام العديد من المعارك الانتخابية حول ما يجري من تغطيات صحفية واسعة وأحاديث في مجالسنا وبيوتنا حول الانتخابات الرئاسية الأميركية المحتدمة الآن والتي ستجري بعد نحو مئة يوم وإن كان الفائز فيها قد حدد اسمه وقبل خوضها وفق صحفي أميركي بارز ومخضرم (فرانسوا ميسان) والحائز على جائزة بولتزر وتخصص طوال نصف قرن في التحقيقات المثيرة في بلده الولايات المتحدة والعالم.
ما يحدث في الانتخابات الأميركية الرئاسية وغيرها الآن وفي الماضي جاء في كتاب له نشر مؤخراً وتُرجم الى العربية عن دار نشر بيسان في بيروت 188 صفحة بعنوان: (مجموعة كالاريل) والتي تقصد (في كل طبخة انتخابية كبيرة) فندقاً معروفاً في مدينة نيويورك وتضم (هذه المجموعة) عِلية القوم المتاجرين بالنفط والسلاح والدبابات والصواريخ والطائرات الحربية والتجارية والأدوية والأغذية والملابس وصناعة السينما وصناعة الصحافة كما تقوم بمشروعات عقارية كبرى على طريقة تسليم المفتاح كما يشارك في هذه المجموعة المديرون العاملون في شركات تصنيع الأسلحة وشركات الجنود المرتزقة إضافة الى شخصيات كبرى في وزارة الدفاع الأميركية والمحامون ومستشارون في الشؤون الاقتصادية والسياسية.
وزيادة في التوضيح يرى مؤلف الكتاب (مجموعة كالاريل) أن هذه المجموعة هي أكبر من شركة للاستثمار المالي.. إنها ناد يضم العديد من أقطاب تيار المحافظين الجدد من السياسيين والعسكريين والغريب أن هذه المجموعة تضم خليطاً من الحزبين الديمقراطي والجمهوري والذين لا هم لهم إلا تحقيق أكبر المكاسب وفي أقصر مدة ممكنة وهم الذين اختاروا معظم رؤساء أميركا وفي قاعات (فندق كارلايل) نفسه ومنذ عهد روزفلت مروراً بالرؤساء آيزنهاور وريغان ونيكسون وكلينتون وبوش الأب وبوش الابن وحتى الرئيس باراك أوباما وهم وراء اغتيال الرئيس جون كينيدي الذي كان ينظر الى هذه (المجموعة) بنظرة الشك والريبة وإن كان لم يتخذ إجراءات صارمة للحد من نشاطاتها وقوة نفوذها في داخل الولايات المتحدة وخارجها أيضاً.
سؤال يتردد الآن في نيويورك والكثير من المدن الأميركية ومدن العالم.. وهنا في بلدنا: من يفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة..
والجواب يكون دائماً اسألوا (فندق كارلايل)..! فعنده الخبر اليقين..!