لا شك ان معاذ الكساسبه هو الابن والاخ و الصديق لكل الاردنيين , فقد انطلق للدفاع عن الاردن و عن العروبة و الاسلام , وهذا قدر الاردن منذ تأسيس الامارة في مواجهة الارهاب سواء كان داخل الاردن او حول الاردن او خارج الاردن او في البقاع الاسلامية و الدفاع عن صورة الاسلام النقيه السمحة , و رسالة عمان و كلمة سواء هي اكبر رسالة يوجهها الاردن كحامل رسالة هاشمية .
الاردن جزء من المجتمع الدولي والاردن من اهم و ابرز دول العالم في تتحمل مسؤولياته الدولية ليس فقط في مواجهة الارهاب و لكن في القضايا الانسانية الدولية في شتى بقاع العالم , و الاردن من انشط الدول على مستوى قيادته الهاشمية في الحراك الدبلوماسي في كافة المحافل الدولية و مؤتمرات القمة و في لقاءات جلالته في الكنغرس الاميركي و مجلس الامن والمؤتمرات و اللقاءات و الفعاليات من اجل السلم العالمي و قضايا حقوق الانسان .
ان الحادث المؤسف الذي تعرض له ابن الاردن معاذ الكساسبه يمكن ان يتعرض له اي اردني , فالاردنيون جميعهم يقفون صفا واحدا خلف قيادتهم في السراء و الضراء , و القيادة الهاشمية حفظها الله لا تألوا جهدا في سبيل الحفاظ على امن الاردن و السهر على ادامة هذا الامن و الاستقرار بفضل القيادة الحكيمة و العين الساهرة لقواتنا المسلحة و اجهزتنا الامنية ووعي المواطن الاردني و التفافه حول قيادته الهاشمية .
الا انه من الملاحظ ان هناك فوضى عاطفية و تصريحات وايحأءات اعلامية من بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن غير قصد او براءه و حتى من بعض الشخصيات و الاقلام بكيفية التصرف تجاه انقاذ هذا البطل الاردني معاذ الكساسبه من وكر الذئاب , ربما تسيء الى مشاعر الاردنيين جميعاُ . و بالتالي على الاردنيين جميعا في كافة مواقعهم و مناصبهم و اشغالهم الرسمية و غير الرسمية التأني في التحليل و الذهاب بعيدا في عواطفهم و ردة افعالهم تجاه احتجاز ابن الاردن معاذ الكساسبه , فمعاذ هو يذكرنا بموفق السلطي و فراس العجلوني و العديد من الابطال الاردنيين في قواتنا المسلحة و الاجهزة الامنية الذين لن يتوانوا عن تلبية نداء الواجب نداء الوطن و الذين اقسمو بالدفاع عنه .
ما يحيط في الاردن الغالي هو ليس بالامر السهل , و هي امور خطيرة و خطيره جداُ لا بل هي حرب عالميه كما قال جلالة الملك حفظه الله , عجز المجتمع الدولي و التحالف الدولي عن مواجهتها و ايجاد الحلول لها سلميا اوعسكريا . هذه الحرب حرب شرسه , حرب ضروس يشعل نارها شريعة الغاب , ذئاب مفترسه لا تحكمهم لا مشاعر انسانية او قانون دولي او عادات او تقاليد يمكن التحاور معهم من خلالها , جماعات لا تمت الى الاسلام بصله , لا بل هي مصالح سياسية ( Political Business ) لكبار يقودوهم و يوجهوهم و يمدوهم بالمال و السلاح و التدريب , ويستغلون اصحاب العقول الجاهلة والمريضة لتنفيذ مصالح كبرى لهم من خلال خلق مناطق تعمها الفوضى و تحكمها شريعة الغاب .
ندائي لكل الاردنين , لكل اهلنا في هذا البلد الحبيب الى الكركيين النشامى الابطال الى اهلنا من الجنوب الى الشمال , الى اهلنا في البادية و الريف في كل قرية ومدينه , الى كل العائلة الاردنية التي تحتضن الان معاذ بمشاعرها و قلوبها و ابصارها , ان نتروى و ان تكون الحكمة و العقلانية و الصبر ضالتنا , و ان نترك التصرف الحكيم و العاقل الى قيادتنا الهاشمية و الى قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية للتصرف بمنتهى الحكمة والتعقل و الدبلوماسية والحزم من اجل الحفاظ على حياة ابننا معاذ و اتخاذ كافة السبل من اجل الحفاظ على سلامته واعادته سالما معافى الى اهله ووطنه , لان المسأله لا تحكمها العواطف الجياشه و لا ردات الفعل , فالموقف حساس و المسألة في غاية التعقيد لا تتحمل الاجتهادات او الخطأ او الانجرار و راء عواطفنا و مشاعرنا تجاه ابننا معاذ .
فالقيادة الهاشمية و قواتنا المسلحة و اجهزتنا الامنية لا تغمض لها عين حتى تعيد ابن الاردن هذا النسر البطل و الذي لبى نداء الواجب نداء الوطن دون تردد او وجل . فعلى الاردنيين جميعاُ الالتفاف حول قيادتهم و مليكهم وقواتهم المسلحة و اجهزتهم الامنية الواعية .
بنفس الوقت , على المجتمع الدولي و التحالف الدولي و السفراء المعتمدين في المملكة ان لا يحملوا الاردن اكثر من طاقاته و امكانياته , وان يعوا جيداُ الحزام الناري الذي يحيط بالاردن , هذا البلد الامن و الذي لم يتوانى يوما ما عن تلبية الواجب الانساني في شتى بقاع الارض وعلى المجتمع الدولي ان لا يجر الاردن الى ابعد من طاقاته و قدراته و امكاناته , لان الاردن لم يكن سببا لا من بعيد و لا من قريب في ايجاد هذه الجماعات الغريبة عن ديننا و عاداتنا و تقاليدنا و اخلاقنا , و على الذين كانو سببا في ايجادها و تدريبها و تسليحها و تقديم الدعم اللوجستي و الاستخباري و العسكري والمالي لها و لا زالوا على هذا المنوال , ان يتوقفوا عن ذلك و ان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه ما يحدث وان لا يكون الاخرون ضحية مصالحهم و سياساتهم, لان استمرار هذه الجماعات على هذه المسيرة الخطيرة سوف تضع بيضها على خارطة العالم باسره و ليس في حدود اقليم الشرق الاوسط فحسب , وعندها ستشتعل نار الهشيم بخارطة هذا العالم من اقصاه الى اقصاه , وسيكون عندها "فات الاوان " . فعلى المجتمع الدولي و التحالف الدولي بالذات و الكبار منهم الذي ساهموا بخلق هذه التنظيمات و تجاهلوا حقوق الفلسطينين في اقامة دولتهم المستقلة و عاصمتها القدس الشريف تحمل مسؤولياتهم و ان لا يلقوا بمسؤولياتم على هذا البلد الصغير بامكانياته و الكبير بقيادته واستغلال صداقته و مصداقيته , هذه الواحة الامنه والتي باتت ملجأ امناُ لكل اللاجئين من الدول الشقيقة و محجاُ و مزاراُ لكل الاصدقاء و الاشقاء و الزائرين من مختلف دول العالم .
ايها المجتمع الدولي : الاردن قدم و يقدم الكثير الكثير بحكمة و رزانة و شجاعة قيادته وبامكاناته المحدودة و رجاله الشجعان , فحافظوا عليه , لان هذا البلد الوحيد في هذه الظروف هو عنوان الامن و الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والتي اشبعتموها حربا و دمارا و تخريبا و ارهابا واحتلالاُ. هذا البلد الصغير الكبير بقيادته و التفاف شعبه حولها يربط القارات الخمس و هو جسر امان لعبور ابناء المجتمع الدولي بمختلف جنسياتهم و الوانهم و معتقداتهم و اطيافهم ويدة ممدودة لمصافحة العالم من اجل عالم امن مستقر يعمه الامن والامان و التقدم و الرخاء و الاستقرار, فتحملوا مسؤولياتكم , و لا ترموا بها على كاهل غيركم , و جففوا مصادر دعم هذه الجماعات و تدريبها و تمويلها و رعايتها و حمايتها , والا انتم في خطر .