الحرب على الإرهاب ضرورة وليست خياراً
رجا طلب
27-12-2014 12:34 AM
عمون - كان وقع خبر إسقاط الطائرة الأردنية المشاركة في التحالف الدولي في الحرب على تنظيم داعش وأسر طيارها الشاب معاذ الكساسبة، أشبه ما يكون بالصاعقة التي نزلت فوق رؤوس كل أردني وأردنية، ومباشرة انتقل تفكيرنا إلى الكيفية التي سيتعامل فيها هذا التنظيم الإرهابي المعروف بقساوته ودمويته وانحطاطه الإخلاقي مع هذا الأسير المعروف عنه تدينه واحتفاظه بنسخة صغيرة من المصحف في جيبه، حتى في طلعاته القتالية ضد هذه المجاميع الإرهابية المعروفة بفقدانها لأبسط قيم وأخلاق الإنسان .
حاول البعض في داخل الأردن وخارجه أخذ الأمر ببعده "الشامت" بالموقف الرسمي الأردني وقرار المشاركة في التحالف ضد داعش، ونسي هؤلاء أن موضوع محاربة الإرهاب بالنسبة للأردن هو ممر إجباري وضرورة وليس خياراً، فعلى مدى أكثر من أربعة عقود لم يكن الأردن وشعبه بمنأى عن الأعمال الإرهابية التي غذتها بكل أسف دول جارة وشقيقة واستثمرت "القضية الفلسطينية" أسوأ استثمار وبخاصة نظام آل الأسد .
لم يتدخل الأردن في عملية إسقاط نظام صدام حسين عام 2003 وعمل بدرجة عالية على الابتعاد عن الصراع الطائفي الداخلي الذي خططت له طهران رغم أنه كان قادراً على استثماره سياسياً وأمنياً وبأكثر من شكل وحالة، إلا أن الإرهاب لم يرحمه فأرسل أبو مصعب الزرقاوي عناصر القاعدة لتنفيذ عملية تفجيرات الفنادق الشهيرة عام 2005، وهي عملية أكدت لصانع القرار صحة النظرية الأمنية التي ترى أن محاربة الإرهاب يجب أن تكون على رأس أولويات الدولة الأردنية التي تستثمر في "أمنها" و"استقرارها ".
لم يتغير الشيء الكثير في الحالة منذ سقوط نظام صدام حسين، إلى اللحظة التي أصبحت فيها داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية واقعاً يحكم المنطقة ويرسم قرارات دولها، وهو ما يؤكد أن الإرهاب كان ومازال تحد أساسي من تحديات الأردن الذي "قست" عليه "الجغرافيا السياسية" قسوة أكثر من قسوة محدودية الموارد، وبنى هذا البلد قدراته الأمنية باعتبارها مشروع حياة واستقرار، وكان نتاج ذلك دولة للأمن الناعم رغم شراسة التحديات التي تلف خواصره الجغرافية، ونجح في جعل التحديات نجاحات على المستويات كافة، وهي تجربة عمادها الإنسان وكرامته .
الذين عابوا على الأردن انخراطه في الحرب ضد هذا النوع من الإرهابيين لم يتوقعوا حجم التكاتف والتعاضد الوطني في الوقوف ضد داعش بعد أسر الطيار معاذ الكساسبة، هذا الأسر الذي وحد الأردن كله وراء حرية معاذ الكساسبة، وزاد من قناعة كل الأردنيين أن الإرهاب أبشع وصفة تهدد حياة كل أردني وأردنية، في ظل شعورهم بمدى معاناة ما يجري لأشقائهم في العراق وسوريا .
... مواجهة الإرهاب لم يعد خياراً بل بات ضرورة، ومن يفكر باستخدامه لأهداف سياسية وبغض النظر عن أهدافه سوف يكتوى به .
• مسكين الشهيد زياد أبو عين لم يكن الثأر له سوى خطابات نارية استمرت يومين فقط، وبعدها انتهى المشهد، هل يعقل أن يجري ذلك في ظل "لحظة ضعف" إسرائيلية تحول فيها العالم كله ضد جرائمها؟
هل بات الضعف الإسرائيلي بحاجة لتغطية فلسطينية من أجل حماية نفسه .
للأسف يبدو هذا هو الواقع الجديد!!
• يصر أردوغان على معاداة العرب فيما يخص موضوع الإخوان المسلمين، ويبدو أنه متمسك أكثر من أي وقت مضى في تحويل تركيا مصنعاً لقرار التنظيم الدولي للجماعة، وغروره يمنعه من التفكير في مغزى المصالحة القطرية – المصرية، ومدى الأثر السياسي والاقتصادي الناتج عن معاداة النظام العربي الرسمي .
24.ae
Rajatalab5@gmail.com