يأتي الميلاد كعادته كل عام مخترقاً سحابات الغيوم السوداء الكثيفة المخيمة على ارضنا المقدسه والعالم .غيوم تحجب الميلاد الساطع وتمحو ضياءه عن وجوه وعيون الأكثرين من بني البشر.

في ليلة الميلاد ،لا نملك الا ان نستحضر في أعماقنا وقلوبنا مغارة ً ،شجرةً وطفل سلام .نعيش الميلاد ولا نملك الا حروفاً نغزل منها وبها كلمات تتحول الى صلوات ودعوات وابتهالات تغدو في لحظة خشوع كالكتابة على صفحات الماء .طفل المغارة ،رسول السلام ، وأمه مريم وجهان يبكيان.

"يبكيان لأجل الذين تشردوا ،لأجل أطفال بلا منازل ،

في ليلة ميلاد رسول المحبة والسلام يستشهد السلام وتدفن المحبة ويخيم الحزن على العالم من جديد .

في ليلة الميلاد ،تزداد كثافة غيوم الحقد والكره والاستبداد وينسى العالم السلام .في ليلة الميلاد تحجب الروية عن العيون ولا يسمع بنو البشر الا صرخات الالم والعنف والتشريد والقتل ودق طبول الحرب .

في ليلة ميلاد يسوع،ملك المحبة ورسول السلام تحجب الروية' الا في قلوب وعيون ووجوه المؤمنين الحقيقيين ،وبقوة وصلابة وعمق إيمانهم يخترق نور الميلاد طبقات الغيوم السوداء الكثيفة ويظهر جلياً ليبدد الخوف ويبعث الأمان والسلام ويضيء شعلة الإيمان في قلوب وأعماق المؤمنين الذين لا يروا الا
الامل في غد مشرق وسلام دايم لا بد ات.