بين طيار أرضي وطيار مقاتل، ضابط ميداني وضابط اداري، وبين عسكري ومدني قدم الأردنيون عبر سنينهم الطوال أنموذجاً بالتضحيات والعبر ، بالأمس كان فراس العجلوني أنموذجاً بالذود عن ثرى الأردن وكان له شرف الشهادة واليوم يزف لنا الوطن خبر بطل جديد اختار له القدر مصاباً من نوع آخر ، فالمصاب أردني والعزيمة أردنية والجباه أردنية عالية لا تنحني الا لخالقها ايماناً منها بأن حب الوطن والعمل من أجل بناء الوطن هو جزء من واجب ديني فرضته اجندة الأيام المتكالبة.
شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً تنادى البعض من الحاقدين والحاسدين على امن الوطن والمواطن ، فتذرع البعض بالاسلام كغطاء وغاية وتذرع البعض الآخر بالوطنية والعروبة كحقيقة ونكاية !! وبين كل غاية ونكاية تكشف الوطن على أهداف دنيئة ومخططات دفينة كانت ولا زالت تنخر لزعزعة أمن الوطن ونهب مقدراته وتخويف أبناءه وبين كل هذا وذاك تسابق عسكري هنا وضابط هناك لخدمة أبناءه وجيرانه ، وعبر مخيمات واسعة وبلدان متقطعة قدم الأردن واقعاً حياتياً بالأمن والأمان، بالصدق والكمال ، وبعيداً عن لغة التهريج والتمويج وعبر لهجة أكثر حكمة تملأها أعين الوقار والاتزان فكان له ما كان من صدارة الموقف واشارة البيان. ان وطناً يجتمع ابناءه عند مصاب واحد منهم يستحق الوقوف والثناء، أن وطناً يدرك أبناءه أن الواحد منهم هو بمثابة الجميع، وطناً يتناسى منكافاته وجراح ابناءه ليقف ضمن بناء أردني واحد ليعطي صورة الوطن والمواطن التكاملية التي تعطي وتقدم عبر نهج عائلي متين ورؤية وطنية ثاقبة.
قبل سنوات توافد الأردنيون على موقع لتفجير آثم وقدموا رسالة وصلت القاصي والداني بأن هذا الوطن أكبر من جميع الاشاعات والمهاترات وعبر التفاف اردني عميق ودقيق كان لزاماً على الأردن أن يعيد اختبار ولاء ابناءه فكانت حادثة اليوم التي جعلت من معاذ ابناً لكل بيت أردني وتسابق الجميع عبر وطنية صادقة على حب ابناء الوطن وعلى الرغم من نظرة الحزن العميقة التي امتزجت بكشرة الأردني ، كشرة خاطب بها الاردنيون العالم بأن هذا الوطن كان ولا زال يحمل في جعبته الكثير من العمل والإيجابية ، الأمن والأمان ، الحكمة والاتزان، الايمان والغفران ....