ولي العهد على العهد
تميزت مؤسسة العرش في الأردن وعلى مدار التاريخ بالعلاقة الوطيدة مع الأردنيين بعيدا عن العلاقة الدستورية بين الحاكم والمحكوم بل ترسخت بإطار أكبر وأوسع الى إطار الإندماج وإفتخار الهاشميين بإعنبارهم أردنيين مسلمين وهاشميين وعروبيين، وقد توارثوا هذه القيمة منذ الجد الأكبر الشريف الحسين بن علي الى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم.
وقد كانت على الدوام الملكية مؤسسية تحمل مسمى مؤسسة العرش الهاشمية كمظلة ذات هوية جامعة تحمل قضايا الأمة المستمدة من موروثهم الهاشمي وهي شرعية التاريخ،إنطلاقا الى شرعية الإنجاز عبر جملة الإنجازات والذي تتمثل بالمحافظة على كيان المملكة الأردنية الهاشمية في ظل العواصف والمؤامرات والتحديات على مدار التاريخ، ولعل السنوات الأربع الأخيرة بما سمي بالربيع العربي والذي تحول الى خريف دام في أغلب دول المنطقة أثبتت قدرة منقطعة النظير من مؤسسة العرش وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني الذي أثبتت التجربة بقدرته وحصافته على تحويل الأردن الى مرجع دولي ومحط ثقة المجتمع الدولي، لا بل نفطة إرتكاز لإنقاذ المنطقة من براثن التطرف والإرهاب ، ومن هنا جاءت إطلالة سمو الأمير الشاب في أكثر من مبادرة تحمل الطابع الإنساني لتمثل حالة تكاملية في تقديم نموذج حضاري لولاية العهد بإقترابه من القضايا الإنسانية للمواطن ، وحرصه على الرغم من دراسته في الخارج على تحمل مسؤولياته الإنسانية وإقترابه من نبض الشباب والمواطن بطريقة تجسد تلك القيم والأخلاق والتواضع والصورة الحضارية لشباب الأردن ، ليصبح نموذجا حضاريا ويقدم قدوة رائعة للشباب الأردني في العطاء والتواضع وحمل هموم الوطن وهو في عمر نرى نماذج للشباب من أبناء الذوات في الترف والدلال وعدم تحمل المسؤولية ،ولكن حرص جلالة الملك المعظم على إشراكه في برامجه الدولية والعسكرية والزيارات الميدانية تكرس شخصية تملك صفات القيادة والحكمة والحرص على وضع هموم الوطن على رأس أولوياته على الرغم من إنشغالاته الدراسية ولكن لم تكن العائلة الهاشمية إلا حاضرة في قضايا أمتها ورعاية وطنها ، وهذ ما بدأ يتجلى في برامج صاحب السمو ولي العهد الشاب التي تشارك صاحب الجلالة مسؤولياته الوطنية والقومية ، وحرصه على التواصل مع جيل الشباب والذي يشكل أكثر من 70% من الشعب الأردني .
وفي لقائه الأخير في مبادرته الكريمة إتجاه الأطفال الصم لامس قلوب وعقول ونفوس قيمة الخير والإنسانية لدى كل مواطن ، ووضع مسؤولية على الشباب الأردني في الإرتقاء الى مستوى مفاهيم القيم الإنسانية والقيم التطوعية ونكران الذات لبناء ورعاية هذا الوطن بكافة فئاته ، بكل فخرنا بقيادتنا الحكيمة فإننا نزداد فخرا بأن هذه القيم الهاشمية النبيلة هي حالة مؤسسية وأن مؤسسة العرش ستبقى الحصن الحصين لهذا الوطن وصمام أمان لنا جميعا ، وأن الأمير الشاب على خطى والده وأجداده ، وأن الشباب سيبقى حاضرا في رعاية الهاشميين ، وهم يفخرون في الوقت بأن صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبالله الثاني شمعة أخرى في سماء الوطن وأننا بإسم الشباب الأردني وكل أبناء الوطن تملكتنا السعادة بإنضمام لبنة أخرة الى مؤسسة العرش وهي لبنة هاشمية تحمل قيم الهاشميين والتي عهدناها لنا ونفنخر بعلاقتنا ونجدد الإيمان بأننا و أميرنا الشاب على العهد ماضون في ظل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه وولي عهده الميمون حافظين لهويتنا الجامعة ومزيد من الإزدهار والتقدم لهذا الوطن الغالي .