الدفاع عن حقوق الانسان لا يكون عبر "لايك"، والدفاع عن كرامة الانسان لا يكون عبر مايكروفون ندوة، والدفاع عن حرية الانسان لا يكون عبر مقابلة تلفزيونية، حقوق الانسان هي أسمى وأنبل الحقوق والدفاع عنها يتطلب تقديم أنبل التضحيات..
لماذا الدفاع عن حقوق الانسان يكون دائما في قاعات الفنادق الخمسة نجوم مع شرب النسكافيه ؟! لماذا مثلا لا يكون الدفاع عن حقوق الانسان في مقر داعش مع شرب كاسة "زهورات" ؟!!
"داعش" لا تبعد من هنا بضع ساعات، والخليفة البغدادي يصلي الفجر حاضرا ولديه حتى صلاة "الضحى" متسع من الوقت لاستقبال جماعة حقوق الانسان..
بصراحة عملكم الانساني النبيل يتطلب ان تنظروا الى القتل في كل مكان وليس فقط الى حوادث الاعدام، اذهبوا الى البغدادي وتحدثوا معه عن أنه لا يجوز كل هذا التعسف في القتل، وان كرامة الانسان يجب ان تحترم حتى في الحروب، إن تفهم الخليفة مطلبكم، وعدتم لنا سالمين ستحمل لكم الانسانية جمعاء أصدق معاني الوفاء والتقدير، أما إذا لم يفهم الخليفة ما تقصدون وقال للشباب هاتوا الـ "500″ ..
فأنتم شهداء الانسانية، وانتم ضمير الانسانية الذي سيبقى حيا ينادينا بمزيد من التضحية، وستبقى شعوب الارض تذكر عظيم ما قدمتم بأحرف من نور، وسيقام لكم في جميع مقرات حقوق الانسان "نصب تذكاري" سنكلله بالورود كلما كان هناك إنجاز حقيقي بالدفاع عن حقوق الانسان.. اما أنا فسأوزع عن أرواحكم الزكية الطاهرة اللي فيه النصيب تقديرا وعرفانا منّي لعظيم تضحياتكم..
هنا ثارت ثائرتكم على إعدام 11 محكوما ارتكبوا جرائم تتنافى مع كل أديان البشر، ومثل هذا العدد وأكثر يكون مجرد وجبة إفطار عند أحد المقاتلين في الدول المجاورة، كفانا إنسانية وتعاطفا تحت أجهزة التكييف، واذهبوا الى تحت القصف والدمار فهم بحاجة الى إنسانيتكم أكثر من كل شعوب الارض..
لم أسمع في حياتي أن أحدا من المدافعين عن حقوق الانسان شارك لاجئا في منزله او سمح له باستخدام "الدش" ، ولم أسمع في حياتي أن أحدا من المدافعين عن حقوق الانسان قرر في يوم من الايام أن يبيت في خيمة للاجئين، ولم أسمع في حياتي أن أحدا من المدافعين عن حقوق الانسان انتقد في يوم من الايام قرارا لرفع الاسعار مع أنها هي الاخرى حين جاوز الرافعون المدى جعلت الانسان يبحث عن لقمة أبنائه في حاويات القمامة في مشهد يدمي الانسانية جمعاء !!
هنا طبق الاعدام.. حتى لا يكون بيننا آكل للحوم البشر، هنا طبق الاعدام.. حتى لا يصنع أحد من لحم الضحية "صينية كفتة"، هنا طبق الاعدام.. حتى لا تكون عبس وذبيان في القرن الواحد والعشرين، هنا طبق الاعدام.. حتى نبني الوطن على المحبة والتآلف لا على الثأر والمحن.. هنا طبق الاعدام.. حتى نأمن في بيوتنا وفي أهلنا وفي أعراضنا، هنا طبق الاعدام.. حتى ننام.
نحترم حقوق الانسان.. حين يحترمون عدالة وطني !!
(العرب اليوم)