ارحموناولا تبالغوا في الاعدامات
نايف المحيسن
24-12-2014 01:48 AM
اتفقنا او اختلفنا نحن بني البشر لنا ذلك, ولكن ما هو لله له ,"فتعددت الاسباب والموت واحد",هو لا اله الاهو من يقرر الموت لاانتم من تقرروه حتى لو قررتموه فقد يمنعكم عنه لكن ارادته له وليست لكم .
من الممكن ان يتوفى الله من حكم عليه الاعدام قبل تنفيذ الحكم وفي هذه الحالة اين سيكون حكم البشر من حكم الله, من كان مجرما قد يتوب ويقبل توبته ربه ولا يعلم عنه الاربه, ومن يحكم على مجرم ايضا لايعرف عنه الاربه فعند الله كل شيء والى الله كل شيء.
من حكم عليهم بالاعدام استحقوه من خلال العدالة في ارض لان هناك احكام صدرت ضدهم وانصفت غيرهم لهم الحق في الثار حتى لو كانوا امواتا لان الله قال (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ(45)) [سورة المائدة]. كما قال سبحانه وتعالى وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ {النحل:126}
اذن اراد الله ذلك وكان هناك دعم شعبي لما قامت به الحكومة من اعدام "احد عشر" شخصا دفعة واحدة وباحكام مختلفة فالدعم الشعبي كان سببه كثرة جرائم القتل وكل جريمة له اسباب ومسببات قادت الى تنفيذها وكل الاسباب لايمكن ان تبرر لانسان قتل انسان لان الله وحدة هو مالك الروح وما دون الله هم بشر خلقهم الله.
لم يكن عبثا ان تقوم الحكومة بتنفيذاحكام صادرة منذ عدة سنوات لمجرمين وبدفعة واحدة لجرائم مختلفة الا انها تريد ان توصل رسالة هدفها التاديب والتخويف وان يفكر كل من يقدم على جريمة قتل بهذا العقاب الذي شرعه الله وينفذه بني البشر بارادته .
عندما قرات حيثيات الجرائم واسبابها وفق مانشرت "عمون "امس لم اتذكر اي منها مطلقا ولا ادري ان كنت قرات عنها او ان نشرت اعلاميا ام لا لكن انا اؤكد وبشكل جازم ان السبب في الدعم الشعبي للاعدامات كان هو الاعلام لان الاعلام اختلف الان عن زمان فاصبح الوصول للمعلومة اسهل بفضل التوسع في وسائل الاتصال ولان المواطن اصبح ايضا صحفيا او اعلاميا فهو يتلقى المعلومة وينقلها ومع ازدياد الجرائم حقيقة ,ولا اريد ان اسهب في الاسباب كان النشروالتواصل اهم من اي شيء اخر ولولاه لما حققت الحكومة هذا التاييد الشعبي الكبير.
من خلال تعاملي مع شبكات التواصل الاجتماعي كان القتل والموت والاغتصاب وكل ما يتعلق بالجريمة هو من ينال الاستقطاب وليس الاعجاب حتى لو كان التعبيرعنه بالاعجاب ,ولذلك اذكر تركيز بعض الصحف الاسبوعيةفي سبعينيات القرت الماضي على نشر القصص الاجرامية لانها تستقطب الناس اكثر من غيرها فالجريمة لايمكن ان يقبلها اي بشر وهي التي توحي بتردي الامن والامان ونتمنى ان تكون مثل هذه الاحكام ردعا حقيقيا رغم انني اطالب بالبحث في الاسباب اولا وهو الاهم .
وما لفت نظري من المبالغة في التاييد الاعلامي انه لم يكن من بين المعدومين اي محكوم سياسي او من حكم عليه لراي قاله فمثل هؤلا حرام ان نضعهم في خانة الاجرام لان الراي قول وليس فعل وقد يكون له هدف اصلاحي حتى لو اخطا في التعبير عنه فارحمونا يرحمكم الله .