facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




"اعادة خلق" .. نافذة غنية بالاسئلة تطل على حياة الزرقاوي


08-04-2008 03:00 AM

عمون - رانية الجعبري
قدم المخرج الاردني محمود المساد في فيلمه "اعادة خلق" الذي عرض في مركز الحسين الثقافي مساء امس الاول قطعة من الواقع الذي تاق لرؤيته الاعلاميون الذين توافدوا على بيت ابي مصعب الزرقاوي, حال انشغال الناس بأخباره بغية الاقتراب من واقع الرجل أكثر وتفكيك شخصيته المركبة, لكن تلك البغية التي أراد الاعلاميون تحقيقها في أيام معدودة تمكن المخرج المساد من الوصول الى جزء منها خلال سنوات ثلاث سبقتها اشهر ثمانية لاقناع بطل الفيلم أحمد العزام بقبول التصوير.يذكر أن الفيلم قد حاز جائزة التصوير في مهرجان سندانس السينمائي عام 2008. والى جانب اختياره للعرض في أكثر من 80 مهرجانا عالميا فقد لقي استحسان النقاد الدوليين.

محاولة للاقتراب من الزرقاوي

والفيلم الذي يتميز بشخوصه الحقيقية التي تتحدث الى الكاميرا وتقدم أجزاءً من يومها بشكل روائي, كان عبارة عن محاولة للاقتراب من البيئة التي أفرزت الزرقاوي, وبالتالي تسليط الضوء عليها أكثر, وذلك من خلال شخصية أحمد العزام أو "أبو عمار", فعندما نطل على الرموز والتفاصيل الخاصة بهذه الشخصية قد نتمكن من طرح الاسئلة التي تعد وسيلة للبحث والتأمل.. بدءاً من الكارتون الذي يجمعه أبو عمار يوميا بسيارته لينتزع قوت يومه وانتهاءاً بتقاسيم سكان الزرقاء واهتمامتهم التي تلتقطها الكاميرا بشكل عابر دون أن تغفلها.

فمنذ بداية الفيلم تخلق صورة الكارتون الذي يطحن الاسئلة الشرعية المتدافعة مع تدفق الماء وهو يستوعب الكارتون المطحون ليعاد تصنيعه, فيرى المجتمع الذي يتهيأ كل يوم لمرحلة خلق جديدة يظنها آتية نفسه أشبه ما يكون بهذا الكارتون الذي لا يثبت على حال, لكن الاسئلة على أية حال تحركه نحو البحث عن ذاته وحقيقته أكثر.

تبدأ تفاصيل الفيلم بأبي عمار وهو يقود سيارته وكاميرا المساد التي تستقر على يمينه ترصد تفاصيل يومه عبر نافذة السيارة, ولا تنفصل تلك التفاصيل غالباً عن أقارب الزرقاوي الذين يقدم لهم التحية كلما صادفهم ويتخلل ذلك حديثه عن عمله في أفغانستان وحراسته لأبي سياف وبن لادن وغيرهم.. ونقترب برهة من هذه الشخصيات عندما يُسأل أبو عمار ان كان يناقشهم فيما يقدمون عليه؛ فيجيب بانه كان من لفيف حرس يمنع عليهم التحدث الى القيادات.

وتستمر اقامة الكاميرا في الزرقاء, لنتمكن ونحن نرافق أبو عمار من متابعة أحياءها الفقيرة, وتحاول كاميرا المساد عدة مرات من الغوص في سكون المكان فيستعرض اولاً المدينة وهي مستسلمة لصمت ظاهر, ثم ينزل بين الناس فنرى لوحات المحلات التجارية التي تبوح بأفكار أصحابها, فهنالك محل يحمل اسم "القسام" وآخر "الجهاد" في حين يحمل المسجد اسم "عمر بن الخطاب" لتعكس العناوين هموم أهل المنطقة ومقدار قربهم من قضايا الامة, وأثناء حديث رفاق أبو عمار تظهر طبيعة الحياة التي عاشها الزرقاوي في الزرقاء, حيث تظهر أن الشاب قبل الالتزام يلجأ الى التعاطي وشرب الكحول, وأبدى المتحدثون أن الزرقاوي في فترة شبابه لم تبدو عليه علامات التدين أبداً وحتى التوجه لأي حزب كان لم يكن وارداً لديه.

أبو عمار

الفقر الذي يميز أهل المنطقة التي أفرزت الزرقاوي والتي تؤي اليوم أبو عمار, وظروف الحياة الصعبة التي تصهر المقيمين في محيطها الى جانب الطموح الذي لا يفارق كل فرد؛ كل ذلك يطرح تساؤلاً جديداً, وهو الى اين تصل هذه الظروف بالانسان عندما تطحنه وتحاصره في خانة ضيقة. فأبو عمار الذي يعاني من جفاء والده حيث عجز جميع من لجأ اليهم من اقناع والده بترك ذلك الجفاء, يعاني الى جانب ذلك من جفاء الدنيا التي تحاصره بمتطلباتها أمام مهنة جمع الكارتون المستعمل التي لا تدر المال وتستنزف الوقت الذي كان يخصصه لانجاز كتابه الذي تستقر مادته العلمية في شوالات قديمة.

صورة عامة عن أبي عمار تحوم حولها كاميرا المساد فتستعين على قطع المسافات حول حياته بالدراما وأحياناً بالكوميديا.. وشيئاً فشيئاً تدخل الكاميرا بنا الى البيئة التي افرزت الزرقاوي بما لها وما عليها من خلال حياة أبو عمار, تصل الكاميرا الى أعماق البطل أكثر فنألفه ليعيننا ذلك على اجابة الاسئلة بكثير من الموضوعية ونحن نتابع شخصية ملتحية ترتدي الثياب الاصولية بعين الباحث, وتوطد الكاميرا علاقتها بالمحيط اكثر لترصد الاحاسيس, النكتة والمرح الذين يتخفون في أذيال روح المجتمع المشتهر بالكشرة.

فبعد انبهار جار أبو عمار بأمر التمر المستورد من المانيا, ولحظات المرح التي جمعت البطل مع ابنه الصغير ابو بكر وهو يبحث عن قوت يومه؛ تهدأ الكاميرا الى جانب البطل وهو يتابع حلقه من برنامج "افتح قلبك" للاعلامي جورج قرداحي وهو يدعو أب لأن يفتح باب الغفران لابنه الذي سلك السبل لحضن أبيه لكن الحلقة تنتهي برفض الاب عرض ابنه, وفي لحظات درامية تغيب صورة قرداحي ويبقى صوته الداعي للود بين الاب وابنه وتأتي صورة الطفل ابو بكر وهو يعبث بشمعة داعياً اياها أن تستجيب له كما تستجيب للكبار, وبالفعل تشتعل ويبدأ يسندها بحجر صغير, لكن وعندما يرفض الاب الذي يتابع ابو عمار ملامحه باهتمام دعوة الابن, تستدعي يدي أبو بكر الشمعة التي أبت الثبات على الارض وكأنه يود عجنها (او اعادة خلقها) من جديد بيديه.

العراق وتفجيرات عمان

في نهاية الفيلم وخلال حديث للجمهور فك أبو عمار سر لحيته التي لم تثبت على حال طوال الفيلم فبين أن ما يقف خلف حلق اللحية هو السفر الى العراق لأجل التجارة حتى لا يحسب على طائفة دون أخرى, فكان يسلك هذه المخاطر ليؤمن قوت يوم أسرته التي تتكون من زوجتين وأبناء ينتظرون الكثير منه.

الزرقاوي الذي شغل في الفيلم ذات الدور الذي عرفه الناس به وهو مدار أخبار الفضائيات وتساؤلات الناس يظهر أخيراً طيفه خلال الحديث عن تفجيرات عمان, كما يظهر أثره على ابي عمار عندما يقطع طرق الباب العنيف خط افكاره وهو يدخل على جهاز الكمبيوتر الاحاديث النبوية التي تعد خميرة كتاب طال أمر نشره بسبب ضيق ذات اليد.. فيستدعى ابو عمار للتحقيق وسرعان ما يفرج عنه بعد التأكد من براءته.

أبو عمار الذي يظهر أثناء طرحه لبعض القضايا مدى التزامه بأفكار دينية تغيرت في نهاية الفيلم, فالهجرة لبلاد غير المسلمين (دار الكفر) كانت تعد محرمة لديه قبل تفجيرات عمان, يظهر فيم بعد تراخياً امام تلك الافكار عندما ضاقت الدنيا ولم يجد خياراً سوى حلق اللحية واختيار الهجرة أخيراً.. لكن بعد ان صلى الفريضة على ورقة كارتون أخيرة كانت في حوزته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :